كلمة الصيد للشعب التونسي بمناسبة الذكرى الخامسة للثورة
توجه رئيس الحكومة الحبيب الصيد اليوم الخميس 14 جانفي 2016 بكلمة للشعب التونسي بمناسبة الذكرى الخامسة لثورة الحرية والكرامة.
وشدد الصيد في كلمته على ضرورة تجسيم مختلف استحقاقات الثورة وخاصة منها تأمين مقومات العيش الكريم لكافة التونسيات والتونسيين دون حيف أو إقصاء وتكريس مقتضيات التمييز الإيجابي لفائدة الجهات المهمشة.
واضاف ” كسب الحرب على الإرهاب واقتلاعه من جذوره شرطا أساسيا للتفرغ لخوض غمار التنمية ورفع التحديات القائمة في مختلف المجالات”.
واشار الصيد الى ان مسؤولية الجميع اليوم التسامي على الحسابات السياسية والحزبية الضيقة والاعتبارات الذاتية وتوحيد الطاقات لحماية المسار الديمقراطي وتذليل الصعاب وبلوغ برّ الأمان.
وفي ما يلي نص الكلمة كاملا:
“نحيـي اليوم الذكرى الخامسة لثورة 17 ديسمبر 14 جانفي التي فجّرها الشباب وانخرطت فيها مختلف الفئات والجهات.
ونستحضر بهذه المناسبة تضحيات كافة شهداء ثورة الحرية والكرامة الذين سقوْا بدمائهم الزكية شجرة الحرية والديمقراطية وعبدوا طريق العزة والكرامة.
فتحية وفاء للشهداء الأبرار في كل ربوع الوطن.
وتحية إكبار لأرواح شهداء المؤسستين العسكرية والأمنية.
وتحية إجلال لأرواح كافة شهدائنا في حربنا على الإرهاب.
فبفضل هؤلاء جميعا نعيش هذه المرحلة الفارقة في تاريخ تونس المستقلة ونفاخر بالاستثناء التونسي الذي أبهر العالم.
وهي مناسبة لنؤكد أننا على درب تجسيم القيم التي استشهدوا من أجلها سائرون وبالعهد موفون وللأمانة حافظون.
كما أنها مناسبة لنجدد حرصنا الدؤوب على الإحاطة بعائلات الشهداء وبالجرحى.
وإذ قطعت تونس نهائيا بدون رجعة مع التسلط والاستبداد فإننا نعمل جاهدين على تجسيم مختلف استحقاقات الثورة وخاصة منها تأمين مقومات العيش الكريم لكافة التونسيات والتونسيين دون حيف أو إقصاء وتكريس مقتضيات التمييز الإيجابي لفائدة الجهات المهمشة.
وحريّ بنا جميعا حكومة وأحزابا ومنظمات ومجتمعا مدنيا أن نتجند لحماية مبادئ الثورة وقيمها من المتربصين بها في الداخل والخارج وخاصة آفة الإرهاب التي تستهدف كيان الدولة ومؤسسات النظام الجمهوري ونمطنا المجتمعي.
ويظل كسب الحرب على الإرهاب واقتلاعه من جذوره شرطا أساسيا للتفرغ لخوض غمار التنمية ورفع التحديات القائمة في مختلف المجالات.
ومن مسؤولية الجميع اليوم التسامي على الحسابات السياسية والحزبية الضيقة والاعتبارات الذاتية ورصّ الصفوف وتوحيد الطاقات لحماية المسار الديمقراطي وتذليل الصعاب وبلوغ برّ الأمان.
إن الظرف دقيق والمخاطر جمّة ولا خيار لنا سوى تدعيم أركان الوحدة الوطنية والحفاظ على مناخ السلم الاجتماعية وإعادة الاعتبار لقيم العمل والبذل والتفاني في خدمة الصالح العام باعتبار ذلك من صميم الوفاء للشهداء والبرّ بالوطن.
وإننا نعاهد التونسيات والتونسيين على أننا لن ندخر جهدا حتى نكون في مستوى الأمانة وحتى نعيد لهم الأمل والثقة في الحاضر والمستقبل. وسنظلّ جنودا للوطن الذي تهون من أجله كل التضحيات وتذوب في سبيل مناعته الحسابات الشخصية.”
العزة لتونس والمجد للشهداء
الحبيب الصيد
الجمهورية التونسية
رئاسة الحكومة
تونس في 14 جانفي 2016