أبطال الثورة … لماذا يعاقبون !؟
يحتفل اليوم التونسيون بالذكرى الخامسة لثورة الحرية والكرامة التي اطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي وقطعت مع حكم اتسم بالقمع والاستبداد لأكثر من عقدين.
في مثل هذا اليوم تجمع الاف التونسيون امام وزارة الداخلية معقل بن علي الذي استغله ليجعل من تونس “دولة البوليس” يحكمها بالعصى والرصاص والعنف وردد المتظاهرون “خبز وماء وبن علي لا”
هتافات المتظاهرين وتصديهم للرصاص بصدور عارية ادخل الرعب في قلب الحاكم الديكتاتور الذي فر نحو المملكة العربية السعودية
ولم يكن يعلم بن علي ان من اعتبرهم من “رجاله” سيلعبون دورا تاريخيا في ثورة الحرية والكرامة وانهم سيشاركون افراد الشعب التونسي رغبتهم في اقتلاع الظلم والاستبداد من منطلق الوطنية والمسؤولية.
هذه القيادات التي حفرت اسمائهم في ذهن جل التونسيين سيظل التاريخ يذكر دورهم بالرغم من نكرانهم وتهميشهم من قبل الحكومات المتعاقبة.
العميد سامي سيك سالم والجنرال علي السرياطي والعقيد سمير الطرهوني كانوا من ابرز القيادات التي حمت البلاد والعباد من “مذبحة” كانت متوقعة بعد الخطاب التاريخ لبن علي والذي هدد فيه الشعب بالتصدي لهم “بكل حزم”
سيك سالم انقذ تونس
فلكل رجل دور لعبه اذ ضمن العميد سيك سالم الانتقال السلمي للسلطة وتسليمها لمحمد الغنوشي وفق الدستور بعد ان عمل على تجميع اعوان واطارات الامن الرئاسي داخل القصر الرئاسي والقى الخطبة الشهيرة “نحنا نخدموا في امن رئيس الدولة وليس بن علي ….عشنا رجال ونموتوا رجال…” ليفاجئ بهتافات زملائه الذين هموا بمغادرة القصر بعد هروب بعض القيادات “نحنا معاك”
سيك سالم الذي كان يجهل مصيره بادر بإنقاذ الوطن والشعب بعد ان رتب واتخذ جميع الاجراءات لتسليم السلطة وفق الدستور وبث الخطاب التاريخي لمحمد الغنوشي علما وان بن علي كان لا يزال آنذاك بالمطار العسكري بالعوينة يعد لتسفير عائلته نحو بر الامان.
بل ان منقد تونس كما يعتبره جل التونسيين عوقب على دوره بإيقافه لمدة 16 يوما تعرض خلالها لجميع انواع الهرسلة والعنف على ايدي رجال من الامن العسكري آنذاك.
تهميش العميد سامي سيك سالم استمر اذ عملت بعض القيادات السياسية في الحكومة الحالية على تقديمه كـ”هدية” لجهات ليبية متطرفة بعد ان تم تعيينه كقنصل عام بطرابلس التي تشهد صراعات منذ الاطاحة بالعقيد معمر القذافي.
السرياطي “خوّف” بن علي
اما الجنرال السرياطي الذي تم ايقافه فور مغادرة بن علي فقد قضى فترة طويلة في السجن بتهم متعددة بالرغم من ان العديد –خاصة من اطارات واعوان الامن الرئاسي- يؤكدون ان الرجل عمل على تخويف بن علي ودفعه لمغادرة البلاد بعد ان اكد له عجزه على حمايته.
ولم يقف عقاب السرياطي على الايقاف بل تعدى ذلك ليفاجئ التونسيون بخبر القبض على الجنرال السرياطي- الذي كان موقوفا آنذاك- بجهة بنقردان وهو بصدد الهروب.
الطرهوني قبض على الطرابلسية
العقيد الطرهوني الذي بادر بإيقاف الطرابلسية بمطار تونس قرطاج يوم 14 جانفي 2011 في خطوة جريئة وتاريخية تم تهميشه الاخر بعد ان تم ابعاده من فرقة مكافحة الارهاب في 2013 وتعيينه كمدير للتكوين علما وان هذه الخطة معدة لمعاقبة بعض القيادات بالتجميد.
وان كتب للثورة رؤية النور بفضل ارادة شعب رفض الظلم والاستبداد فان لهؤلاء الرجال دور تاريخي سيذكره التاريخ رغم تجاهل السياسيين.