“أرض الفراشات” لسامي النصري ضيفة ولاية جندوبة
بعد عرضها الذي احتضنته قاعة “الفن الرابع” منذ أسبوعين، كانت مسرحية “أرض الفراشات” لسامي النصري ضيفة ولاية جندوبة (في إطار عيد المسرح يوم 15 أفريل) وقدّمت عرضا آخر حضره جمهور كبير تفاعل معه الجمهور الحاضر، ليوقّع لموعد آخر مع هذا العمل الذي أنتجه مركز الفنون الدرامية ويراهن عليه للموسم الثقافي الحالي.
ويعود محور هذا العمل إلى الثمانينات من القرن الماضي حيث يمكن تبين مشروع الدولة حينها، ومشروع بناء المجتمع، إذ تمثل الثمانينات بداية ظهور نتائج حداثة المجتمع التونسي وانهيار منظومة الاقتصاد الموجه منذ السبعينات، هذا إلى جانب ظهور بوادر الأزمات السياسية والاجتماعية منذ بداية العشرية (أحداث قفصة 1980، أحداث الخبزة 1983، أحداث حمام الشط عام 1993، انقلاب 1987 …) وهذه المشروعية التي تربط بين السياسي والاقتصادي يمكن إبرازها خاصة في مستوى ارتباط الأحداث السياسية في تلك العشرية بالمشاكل والأزمات الاجتماعية… وأزمة الجامعة التونسية بدأت منذ تلك المرحلة خاصة أمام تفشي ظواهر النزوح للمدن والرغبة في السفر والهجرة … وبداية ازمة التشغيل والتغير المناخي بالنسبة لمناطق مثل الوسط والجنوب …
هذا التدخل مثّل مسألة مهمة للبحث في خفايا ومكونات بنية الاجتماعي خلال الثمانينات وخاصة في مناطق مثل الكاف. وعلى هذا الاساس ينطلق موضوع العمل من المحلي (ريف مدينة الكاف) نحو العاصمة تونس. على اعتبار وأن هذا الفضاء التي تدور فيه الحكاية هو ايضا موضوع تناول خاصة من الناحية الأنتروبولوجية وبالعودة إلى الثقافي وخصوصيات الصوت والإيقاع والغناء لهذه المناطق التي تزخر بملحمات غنائية وإيقاعية هامة.