الجزائري “إسماعيل يبرير” يتحدث عن روايته الجديدة “مولى الحيرة” “اخترت الناشر التونسي لأن بعض رواياتي لم تنتشر عربيا”
يلتفت الروائي الجزائري الشّاب إسماعيل يبرير، صدرت له ثلاث روايات “باردة كأنثى” و”ملائكة لافران” و”وصية المعتوه”، إلى حال الجزائر، مشروع دولة المواطنة وأحلام الشباب وحكايات الثورة وفصول حياة أبناء الشهداء، ليقدم للقارئ العربي روايته الرابعة الموسومة بـ “مولى الحيرة” صادرة عن “دار مسكلياني” التونسية و”منشورات حبر” الجزائرية، التي اختار لها فضاء جزائريا خالصا، مكانها أحد الأحياء الشعبية بولاية الجلفة، وزمانها سنوات الثورة الجزائرية، وصولا إلى عام 2013، أين تتشتّت الأحلام، لهذا جاء غلاف الرواية بالأسود الداكن، غير أن إسماعيل يبرير أوضح في حوار تنقله جريدة “عليسة” (بتصرّف) عن صحيفة “الخبر” الجزائريّة، الصّادر الإثنين 08 أوت ،2016 “أن تلك العتمة تزول تدريجيا مع وميض أمل خاص يطل بين صفحات الرواية التي جاءت في حدود 300 صفحة”.
لماذا كل تلك العتمة في غلاف رواية “مولى الحيرة”
في رواية مولى الحيرة”، تتقاطع الحكايات في مسار موحد يقوده بطل الرواية بشير، عبر مسافات تاريخ الجزائر من الثورة إلى غاية 2013، هو زمن الرواية، يرافق مجموعة مصائر وحكايات، تصب في الحكاية الرئيسية التي يسوقها بطل الرواية بشير، وهو شاعر إلا قليلاً، لم يستطع فرض كتابته الخالدة، وهو نموذج لمثقف مزدوج اللغة يبلغ من العمر 64 سنة، يحاول أن يعثر عن وطن يجعله متماسكا، ولكنه مسكون كغيره من ملايين الجزائريين بالبحث عن إجابة لسؤال: “أين مشروع الدولة الوطنية”؟؟، “أين هي الجزائر الكبيرة”.
بشير كغيره هو “مصدوم بوطنه”، زاده التعب حكاية أخرى ورثها، إنه ابن شهيد لا قبر له، مفارقة كبيرة في حياته تقوده إلى السؤال المستمر: “أين قبر والدي وأين حكايته وبطولاته”؟.
تبدو مهتما بالواقع والتاريخ، هل يمكن القول إن روايتك وشخوصها حقيقيون؟
قصص الخيال ليست قصص الواقع، هذه الرواية تشير إلى الواقع في النهاية، ما يمكن أن يكون، ما لم يحدث ما يفترض أن يحدث، في النهاية فالواقع هو الحياة التي نعيشها. أما الرواية هو مسار موازٍ للحياة، التفاصيل حقيقية والفضاء حقيقي، حيث راهنت على فضاء حي شعبي بولاية الجلفة.
أمّا موضوع التاريخ هو الهامش، السؤال الذي أطرحه “كيف يمكن للإنسان أن يطمئن لوجوده، الاطمئنان بوجوده، هذا هو الهم المشترك بين شعوب العالم العربي، فنحن لسنا مطمئنين في وجودنا، إشكالية كبيرة تحتاج إلى تساؤلات والمواطن الجزائري في متاهة للإجابة عنها بشكل دائم، فالجزائري لا يزال في رحلة البحث عن يقين، أعتقــد أن الجزائـري مثلــه مثل الأطفال في رحلة البحث عن اليقين.
هل جاء اختيارك لدار نشر غير جزائرية، تأكيدا لحديث البعض عن ضعف المقروئية في الجزائر، وترهل حلقات التوزيع؟؟؟
“الحديث عن غياب المقروئية في الجزائر أمر خاطئ، لا توجد دراسات حقيقية عن المقروئية في الجزائر، في مقابل ذلك يتردد دائما خلال الصالون الدولي للكتاب عبارة “نفاذ الطبعة والكتب”.. أعتقد أن الإقبال على الكتاب موجود في الجزائر، وبالنسبة لاختياري الوجهة التونسية لطباعة الرواية الجديدة، فإن الأمر يتعلق بالبحث عن نافذة جديدة للوصول إلى الانتشار خارج الجزائر، بعض رواياتي لم تنتشر بالشكل الكافي عربيا لإعطاء الرواية فرصة للتوزيع العربي بشكل أكبر، في مقابل ذلك قد كان شرطي مع الدار التونسية أن يكون التوزيع والنشر الجزائري مع دار نشر جزائرية، لهذا فروايتي ستطبع جزائريا أيضا مع منشورات الحبر، وهي في المطبعة بالجزائر وستكون في المكتبات بالجزائر خلال عشرين يوما.. لن أنتظر صالون الكتاب والدخول الأدبي وسأقوم بتنظيم جلسة البيع بالتوقيع قريبا في إحدى المكتبات بالجزائر”.