عين على “لوازم الدراسة”” والأخرى على “علّوش العيد”: الزوّالي ” مذبوح للعيد وإلاّ لعاشوراء”.
ما بين هرج الأبناء ومرجهم وضغط الزّوجة و”تنبير” الأقارب والأصدقاء والرقابة الروتينيّة للجيران وتحت مطرقة “الخجل الاجتماعي” من غياب الأضحية في المنزل نهار “العيد الكبير” يعيش المواطن التونسي “الزّوالي” تحديدا في حالة ضياع وتيه وحيرة ما بعدها حيرة تعتريه بين الفينة والأخرى “دوخة” ويهاجمه، بشكل فجئي ودوري، صداع ثقيل “رزين” وفي بعض الأحيان يجتاحه صرع ورعشة، كلّ ذلك وهو يفكّر في العيد و”علّوش العيد” الذي يأتي دائما في وقت ما أنزل اللّه به من سلطان، كيف لا والأبناء عادوا إلى مدارسهم ومعاهدهم وكلياتهم وجامعاتهم ومع عودتهم رجع وجع الرأس من أكداس الكتب ورزم الكراريس وركام الأقلام الجافة وغير الجافّة واللّبديّة وغير اللبدية.. محافظ تنوء بحملها الجرّرات والرّافعات.. و”هات ماك اللّاوي”.
المواطن البسيط عينه الأولى على راتب هلهلته “القروضات” وهدّته “الكمبيالات” وحطّمته “السّلفات” وعينه الأخرى على أضحية “سنّة في الدين أبت صروف دنيانا إلاّ أن تجعلها فرضا مفروضا”، وهكذا حال صغائر الحرفيين والمهنيين والموظفين يتقلّبون هذه الأيّام المباركة مكتوين بنار خرفان باتت في مقام السيارات “نصف لباس” في سعرها، ولا رحمة ولا شفقة لا من الفلاّحين والمربين ولا من “القشّارة” الذي طغوا في البلاد.
التّونسي “الزّوّالي” هذه الأيّام عقله مخبول، بدنه واهن معلول يمشي مطأطأ الرأس، البال مهموم والجيب فالس مخروم تأخذه قدماه في كلّ اتّجاه إلى المجهول كأنّه “مهبول” ينظر إلى السماء بعنق مشرئبّ وعين محملقة محمرّة مغرورقة بدمع ساخن لكائن محزون وحزن متأمّلا أن يأتيه الفرج في أقرب آن وفي أسرع حين، كلّ خطوة يخطوها يخال ثغاء كبش أو “بعبعة” خروف يسير الهوينا برفقته إلى دار حفلت بالصّغار وما زال “العلّوش” ينقصها.