تطوّرات حوار المرزوقي على التّاسعة
كتب رئيس “النقابة الوطنيّة للمكلفين بالإعلام والإتصال العمومي” قيس العرقوبي مقالا نشر اليوم الخميس 15 سبتمبر 2016 على الصفحة الرسميّة للنقابة ، وذلك على إثر التطّورات الجارية بشأن “بثّ حوار الرئيس السّابق محمّد المنصف المرزوقي على فضائيّة التّاسعة”.
وقد تضمّن فحوى المقال المنشور ما يلي:
على إيقاع الإثارة “تصفية الحسابات” هل أمسى الإعلام والإتّصال الرسمي الحمار القصير
جعجعة ولغط وهرج ومرج أثارتها تصريحات ناطق رسمي باسم حزب تونسي لفضائيّة “التّاسعة”، وانطلقت السّهام دفعة واحدة على هدف واحد محدّد مسبقا وهو الإعلام الرسمي وتحديدا الحكومي، والذي يمثّله في العادة مستشار الإعلام لرئاسة الحكومة أو نظيره برئاسة الجمهوريّة، ومن وراء هاتين التسميتين يبوء جميع أهل قطاع الإعلام والإتّصال الرسمي بإثم من ارتكب الإثم وحتّى من اتهم بالباطل والعدوان.
كرئيس لنقابة المكلفين بالإعلام والإتّصال العمومي يهمّني أن أوضّح الأمور التي أعايشها عن قرب بشكل يومي ودوري وخاصّة أن أمارس حقّي الدّستوري والقانوني للدفاع عن زملائي المكلفين بالإعلام والإتصال سواء من منظوري النقابة المنخرطين فيها أو غيرهم من المشتغلين صلب المهنة، نحن كلّ لا يتجزّأ في نطاق ما تحضّه علينا مصلحة تونس العليا يهمّني أن أعلم الرأي العامّ أنّ بعض المطارحات السياسيّة الهامشيّة المتهجّمة على المزاولين للصحافة والإتصال الرسمي والحكومي، هم ضحايا بعض “المنفلتين” سياسيّا وايديولوجيّا، هؤلاء الذين لا يتوانون على التجنّي على أهل القطاع بلا داع ولأغراض سياسويّة ومن أجل توجيه هذا الإعلام الرسمي والتحكّم فيه حسب أهواء بعض الجهات أو ميولات بعض الأشخاص.
الإعلام الرّسمي ممثلا بالخصوص في الصحفيين العاملين بمؤسسات الدولة وهياكلها الرسميّة، سواء من سليلي “وزارة الإتصال” سابقا أو و”كالة الإتصال الخارجي المنحلّة” أو غيرها هم منذ الثورة في مرمى نيران المزايدين
من مدّعي الدفاع عن حريّة الصحافة والإعلام في تونس، وهذه الحريّة وتلكم الصحافة كلتاهما بريئتان ممّا يقول وممّا يفعل هؤلاء.
اليوم إذا أردت تحويل فشل ذريع إلى نصر سريع فما عليك إلاّ بإطلاق التّهم جزافا على المكلفين بالإعلام والإتصال واختر المواقع المتقدّمة حتّى يؤثّر “البوز” ويفعل فعله، فهذا الإتّصالي هو “كيف لحمة الكرومة متّاكلة ومذمومة”، فهل يصدّق عاقل أنّ المكلف بالإعلام الذي يلهث وراء حقوقه البسيطة دون أن يجدها يصير بين ليلة وضحاها صاحب الأمر والنهي، ويصدر القرارات ليوقف ويمنع ويأمر وينهي؟؟؟
أساليب يعمد إليها فعلا بعض السياسويين أو الدّخلاء على مهنتنا النبيلة لمحاربة الإتّصاليين وتحويل العلاقات الطيبة والمتينة مع زملائنا الصحفيين إلى ساحة للعداء والبغضاء والمعارك الوهميّة، هؤلاء هم يستعملون اللحظة نفس الفزّاعة الرّخيصة والمبتذلة والمتمثّلة في إعادة إحياء خرافة “عبد الوهاب عبد الله” كلّ ما اقتضت مآربهم ومصالحهم ذلك.
حقيقة المكلّفون بالإعلام والإتّصال هم بين فكّي كماشة وبين مطرقة “سياسويين” و”إعلامويين” يتناسلون من أجل إطالة أمد الفوضى في قطاع الإعلام والإتصال الرسمي، وقطع الطريق أمام كلّ الجهود الوطنيّة والنقابيّة (وفي المقدّمة “النقابة الوطنيّة للمكلفين بالإعلام والإتصال العمومي” لإنشاء إدارة رسميّة أو مركزيّة تشرف على مجال الإعلام الرسمي الذي يهمّ مصالح الدولة ومؤسساتها الرسميّة والحكوميّة في كامل أنحاء الجمهوريّة وخارج أرض الوطن.