بعث “إدارة مسائيّة”: حلّ لإمتصاص البطالة
يحتاج النجاح في تنفيذ برنامج تشغيل الكفاءات وامتصاص الأعداد المهولة المتزايدة كلّ سنة من طالبي الشغل لا سيما من حاملي الشهائد العليا في جميع الاختصاصات، والذي من المفترض أن يشمل حاملي “الدكتوراه” و”الأستاذيات” و”الإجازات”، وكذلك “الدبلومات” في مجالات العلوم والتقنيات.
مشروع بعث “إدارة مسائيّة” في تونس سيكون، إذا تمّ تنفيذه، مشروعا نموذجيّا ونوعيّا، وسابقة لم تتطرّق إليها حتّى البلدان المتقدّمة، هذه الإدارة التي تنطلق في إسداء خدماتها آلياّ بعد انتهاء خدمات الإدارة العاديّة استنادا إلى الجدول الزمني العادي للعمل، إدارة يضبط توقيت عملها مساء، وذلك بتوخي مسارين للتوقيت إمّا من “السادسة مساء إلى حدود العاشرة ليلا” أو من “الثامنة مساء إلى حدود منتصف الليل”.
هذه “الإدارة المسائيّة ستمكّن فعلا من معالجة ملفّ البطالة بشكل جذريّ، وستفتح عشرات الآلاف من أبواب الرزق لفائدة طالبي الشغل خاصة من الشباب في شتّى أنحاء وجهات الجمهوريّة، على أن تركّز هذه الإدارة جهدها على الخدمات الأساسيّة التي يحتاجها التونسيّون من ذلك إدارات “الستاغ” و”الصوناد” والقباضات وكلّ ما يتصل بخدمات الجباية والماليّة والشؤون المحليّة والبلديّة.
“الإدارة المسائيّة” زيادة على كونها ستذلّل كثيرا من العقبات وستسهّل الخدمات، ستمنع إراديّا الموظفون والعملة في القطاعين العمومي والخاصّ من خسارة يوم إلى أكثر من أيّام العمل من أجل استخراج هذه الوثيقة أو استخلاص تلك الحوالة البريديّة أو تسوية وضعيّة أو خلاص مخالفة أو ما شابه.
كما أنّ مشروع “الإدارة المسائيّة” سيفتح المجال لتركيز مصادر أخرى متنوعة للرّزق وسيكسر جمود الحركيّة التي تشهدها جهات الجمهوريّة ومراكزها الحيويّة، الاقتصادية والتجاريّة، من محلات ومغازات ودكاكين وغيرها من فترة الغروب إلى ما بعد شروق الشمس.
هي فكرة مشروع ربّما إذا تمّ تنفيذه على أرض الواقع يمكّن من فضّ إشكال رئيسي يتعلّق بمسألة الشغل والبطالة وشحن وإذكاء الحركيّة الاقتصادية والاجتماعية في تونس.