عبدة الشيطان من جديد في تونس
تتواتر أخبار في عدد من وسائل الإعلام التّونسيّة، كما تتداول بعض الشخصيّات العامّة في تونس من الثقات.. أنّ شابّة من تلاميذ معهد ثانوي بـ”المروج 1″، بالضاحية الجنوبيّة أقدمت على الانتحار في إطار قرعة أعدها عدد من تلاميذ المعهد، تقول المعلومات أنّهم في حدود الأربعين، يدينون بعبادة الشيطان.
هذا التطوّر المثير والمستجدّ الخطير يستدعي وقفة حازمة وتدخّلا فوريّا من جانب الأسر المعنيّة، وكذلك من قبل سلطات الدولة المعنيّة ممثلة بدرجة أولى في الإطارين التعليمي والإداري، هذه الظاهرة وإن كانت غريبة ومريبة عن ديننا وأعرافنا وعن القيم الإنسانيّة وأخلاقيّات البشر لكنّ ذكر هذه الممارسات الفاحشة والمخيفة ليست جديدة في البلاد التّونسيّة.
شهادات تأكيد
أقدمت تلميذة تونسية، تبلغ من العمر 14 سنة، على الانتحار نهاية الأسبوع الماضي. حيث قالت مصادر إعلاميّة إن التلميذة المنتحرة تنتمي إلى خلية “عبدة الشيطان” في معهد المروج 1، (تضم هذه الخلية المكتشفة حديثا 40 تلميذ)، وإن انتحارها يأتي في إطار ” قرعة ” كطقس من طقوس خلايا “عبدة الشياطين”.
وتقول نفس المصادر إن التلميذة التحقت بالمعهد الثانوي المروج1، بداية هذا الموسم الدراسي، قادمة من المدرسة الإعدادية الرشيدية، لتنضمّ بعد ذلك إلى شبكة لـ”عبدة الشيطان”، تضمّ عشرات التلاميذ في المعهد المذكور، بشهادة بعض الأساتذة والتلاميذ.
“شلانكا” قاتل الطفل “ياسين”من عبدة الشيطان
لعل جريمة قتل ياسين الاخيرة وما قالته عائلة الجاني العسكري، الملقّب بـ “شلانكا” عن تصرفات ابنها تبدو فعلا أولى بوادر ظهور ما يسمى بعبدة الشيطان، حيث كشفت شقيقة القاتل “شلانكا”، في تصريح صحفي، أن أخاها حاول اغتصاب والدته وعمته واغتصابها هي أيضا طالبا منها ممارسة الجنس معها قائلا أن هذا أمر عادي، كما أكدت بأنه قام برمي القرآن في مناسبتين، الاولى من فوق المنزل، والثانية دنسه برميه في المرحاض وشكّك كذلك في وجود الله، بالإضافة الى قتله قطّة وقال بأن لديه دينه الخاص ويتحدث عن المسيح.
وبدوره أكد عمه أيضا أن “شلانكا” قام في احدى المناسبات بتدنيس القرآن ووضعه في المرحاض.
تونس، شهر ماي 2016 الأمن يكشف 100 من عبدة الشيطان أغلبهم من الطلبة وتلاميذ الثّانوي
قال موقع “إرم نيوز” بتاريخ يوم الاثنين 9 ماي 2016 إن تقريرا أمنيا كشف مؤخرًا أن مجموعة تتكون من أكثر من 100 شاب من “عبدة الشيطان” ظهروا في تونس، وأغلبهم من طلاب الجامعات والمعاهد الثانوية.
وأضاف الموقع استنادا لمسؤول أمني (رفض ذكر اسمه بسبب تحفظات أمنية سرية)، إن أغلب أفراد هذه الطائفة يقطنون العاصمة تونس، وينشطون بسرية تامة، مشددًا على أن هذه الطائفة التي عادت إلى الظهور خلال المدة الأخيرة بعد بروزها بشكل واضح في تونس خلال الفترات الأولى من العام 2000.
وأشار أنه تم إلقاء القبض مؤخرًا على البعض منهم، دون أن يحدد عدد الموقوفين، منتهيا إلى أن عقائدهم وسلوكياتهم تهدد كلّ الشرائح السكّانيّة في البلاد، وخاصّة فئتي الشباب والمراهقين بالخصوص.
تونس، شهر ماي 2007: الأمن يطيح بـ 70 نفرا من عبدة الشيطان
كشف تقرير إخباري نشر في شهر ماي 2007 عن الإطاحة بطائفة لعبدة الشيطان في تونس مكونة من نحو 70 شاباً أغلبهم من طلبة الجامعات والمدارس الثانوية، وقالت جريدة “الوطن” الأسبوعية إن أغلب أفراد هذه الطائفة يقطنون العاصمة تونس ويحيطون “نشاطهم” بسرية تامة.
وذكرت الصحيفة أن هؤلاء “يجتمعون بـ 3 فضاءات سرية بالعاصمة لممارسة (طقوسهم) المتمثلة في الرقص على أنغام موسيقى الهارد روك الصاخبة، وذبح كلاب وقطط سوداء وشرب دمائها وممارسة الشذوذ الجنسي الجماعي”.
وأضافت أن أتباع هذه الطائفة يميزون أنفسهم بوضع عصابة سوداء عريضة على معصم اليد اليمنى وارتداء ملابس وقبعات سوداء عليها صور لجماجم بشرية وحمل حقائب وإكسسوارات تحتوي على اللونين المفضلين لعبدة الشيطان وهما الأحمر والأسود.
وأوضحت الصحيفة أن الإناث من عبدة الشيطان يطلين أظافرهن باللون الأسود ويضعن كميات كبيرة من الكحل على العينين ما يجعلها شديدة السواد، مؤكّدة أنهم يستعملون فيما بينهم أسماء غريبة وأن أحد الأعضاء غير اسمه من “محمد” إلى “عزرائيل”.
طقوس عبدة الشيطان
تفيد بعض الدراسات أن عبدة الشيطان لا تتفق على طقوس معيّنة، و يتوقّف الأمر على خيال و تصوّر كل مجموعة، حيث أن الطقوس تختلف و تتباين في درجة التطرف و الشذوذ من جماعة لأخرى، فأحياناً لا تعدو عن كونها جلسات لتناول المخدرات و ممارسة الجنس وأحيانا لتعلّم السحر الأسود و تدنيس الكتب الدينية أو قراءتها معكوسة، و أحياناً يصل الأمر إلى تقديم القرابين و الذبائح التي لها صفات معيّنة كاللون الأسود أو العيوب الخلقية، و في عديد من المرات تمت التضحية بالبشر، وفي ما يلي بعض خصائصها:
رفض للديانات
هي الطقوس المتمردة على كلّ ما هو إيمان إلاهي وروحانيّات، والتي تحض على ازدراء الله وتمجيد الشيطان وتدنيس الكتب الدينية. وخصوصاً سبّ وشتم المسيح واعتباره منشأ الحركات الشيطانية الحالية كان في أولّه تمرداً على الكنيسة ونقضاً لسلطتها الدينية، مثل طقس كسر الصليب وقلبه عن طريق الطواف والرقص في دائرة حول صليب مقلوب ثم التدافع نحوه لتكسيره، أو مثلاً تلطيخ المصحف بالبراز أو البول أو أي نجاسة أخرى ودوسه بالأقدام والرقص حوله إمعاناً في إنكار القدرة الإلهية، وكم من المصاحف المدنسة بهذه الطريقة التي عُثر عليها مرمية في الكثير من البلدان.
الطقوس الدموية
كثيراً ما يكون وجود الدماء ضرورياً في ممارسة الطقوس، أحياناً يكون ذلك عبر جرح الأعضاء لأنفسهم أو سرقة أكياس الدماء من المستشفيات، وأحياناً يكون ذلك عبر التضحية بحيوان كقط أو كلب أو خفاش ونحره في طقوس خاصّة ثم استعمال دماءه فالبعض يغتسل بها والآخر يشرب منها والثالث يستعملها في السحر الأسود/في بعض الحالات المنفردة تمّ تقديم قرابين بشرية والتمثيل بها وبدمائها وسنفصّل في ذلك لاحقاً.
الممارسة الجنسية المفرطة والشاذة
عبدة الشيطان يدعون إلى الحريّة المطلقة في كل شيء والانعتاق من كل قيد أو ضابط والسعي نحو إشباع الغريزة الجنسـية إشباعاً تاماً، بغـض النظر عن الوسيلة، و أول تطبيق عملي لذلك يخطر في بال الشباب هو الممارسة الجنسية الشرهة، سواء العشوائية (أي مع شخص تختاره عشوائياً) أو الشاذة (السحاق واللواط) أو الجماعية…أوّل ما دعا إليه مؤسسو الإبليسية الحديثة ك هو الإباحية الجنسية و رفع القيود عن الممارسات الجنسية كإباحة المثلية الجنسية (أو الشذوذ الجنسي كما يسميها البعض) و تقنين الدعارة و عدم التضييق على الممارسات المنحرفة كالسادية و المازوخية وطالما أنها حدث برضا الطرفين.
ونادراً ما تخلو الحفلات الشيطانية من الجنس، سواء الحالات المنفردة التي يمارسها اثنان أو ثلاثة أمام الجميع، أو الجنس الجماعي حيث يشترك جميع الحاضرين في ممارسة الجنس بجميع أنواعه و يعتبرها الكثيرون هناك فرصة لتجريب أنواع جديدة من الممارسة الجنسية كاللواط والسحاق أو الجنس السادي وغير ذلك.
(قدّاس عبدة الــشّيــطان) “القدّاس الاسود”
لأهل الشيطانية قداس اي الشيطان الاكبر اتباعه يسمونه القداس الاسود. وتمارس العبادة في غرفة مظلمة، مرسومة على جدرانها رموز شيطانية وفيها “مذبح” مغطى بالأسود وتوضع عليه كأس مليئة بالعظام البشرية، أو الخمور إذا لم تتوفر العظام وخنجر لذبح الضحية ونجمة الشيطان ذات الأجنحة الخمسة، وديك أسود الريش وصليب مقلوب ويمسك الكاهن أو الكاهنة بعصا ويستحضر الشيطان، ثم؟! يذبح الديك بخنجر ويشرب دمه ويمرّر الكأس المملوءة بدم الديك على الجميع.
“القدّاس الأحمر”
هناك ايضا القداس الاحمر ودوما الالوان لا ترمز الا الى الشرور ففي هذا القداس تحضر الذبيحة وتكون بشرية… واي دين يأمر بذبح البشر؟ ويمكن تعويض ذبح الطفل بذبح ديك او قط المهم هو الذبح الذي يتم من خلاله استحضار مشهد شيطاني. انها ظاهرة غريبة في هذا القرن ولو ان ميلادها يعود الى القرن الماضي…جاءت تحت غطاء موسيقي فأفرادها يحبّون سماع موسيقى ”السر البلاك ميتالس” ويدعون للاعتقاد بالشيطان ويعني لهم الشر والموت وتدمير الطبيعة والانتحار وعدم الإيمان بالله.
رموز عبدة الشيطان
رأس الكبش Baphomet : من أشهر رموز عباد الشيطان ، فرأس الكبش يمثل إلههم ورئيسهم وهو الشيطان، ويعد رمزاً مقدساً ، لأنه يمثل الشيطان نفسه.
العين الثالثة: شعار مشترك بين الماسونية وعبـاد الشيطان، ونجده أيضاً على ورقة الدولار الأمريكي.
ين / يانج (Yin/Yang): وهو رمز للتكامل بين المتضادات في الكون. وكذلك ينتشر بينهم ارتداء الملابس السوداء، حيث يلبسون اللون الأسود والأحمر ويفضلون ملابس الجلد الأسود ويرتدون حلي من الفضة تحوي رموزهم نثل الجماجم والنجوم المريبة.
ظهور عبدة الشيطان في العصر العبّاسي الأوّل
لهذه الحركة جذور في التاريخ فقد ظهرت في العصر العباسي الأول، ولوحظ ارتباطها منذ البداية بالمجوسية والزردشتية، وتبنت أفكار الزندقة التي راجت آنذاك على يد الفرس، ابتداءً من حكم أبي جعفر المنصور حتى عصر الخليفة المأمون وهي حركات هدامة، قصد بها الفرس هدم الدين الإسلامي وتقويض المجتمع، ولكنها دعت إلى أن ينغمس الناس في الملذات والشهوات بلا ضابط، وإسقاط الفرائض.
وعبدة الشيطان حركة كغيرها من الحركات الإلحادية في الإسلام، ومثيلتها قديماً حركة الصابئة، وهم عبدة الشيطان في منطقة حران بشمال العراق، ولما زارهم الخليفة المأمون وجدهم قد أطالوا لحاهم وشعورهم وأظافرهم، وكان هؤلاء أول إعلان لعبدة الشيطان في التاريخ.
جذور حركة عبدة الشيطان
زعم البعض أن ثمة صلة بين عبدة الشيطان المعاصرين وبين “الغنوصيين” الذين ظهروا في القرن الأول الميلادي وعظموا الشيطان وجعلوه مساوياً لله في القوة، وقد قامت الكنيسة بإبادة هؤلاء والتخلص منهم، ولعل آخر فلولهم كانت “طائفة الكثاريين” الذين شن عليهم البابا “أنوسينت” حربا دامية دامت عشرين سنة، وتتابع الباباوات بعده على حربهم حتى تمَّ القضاء عليهم في القرن الثالث عشر على يد “غريغوريوس” التاسع.
وقد ظهرت بعد ذلك حركات تمثل هذه الجماعة إلا أنه تم القضاء عليها أو اندثرت، إلى أن ظهر في القرن التاسع عشر الميلادي ساحر إنجليزي يدعى» أليستر كرولي” (1875م –1947م) وكان ينادي بعبادة الشيطان، وألف كتاب القانون الذي دعا فيه إلى تحطيم الأسس والقواعد الأخلاقية التي تحكم المجتمعات، ودعا إلى الإباحية الجنسية، واستخدم كرولي 150 ضحية بشرية في طقوسه السحرية.
وعلى الصعيد الرسمي فقد كان اليهودي “أنطوان لافيه” أول من أسس كنيسة رسمية للشيطان سنة 1966م في سان فرانسسكو بأمريكا.
“عبدة الشيطان” أفكار اعتنقوها وجعلوا منها عقيدة يدينون بها، وهذه الأفكار عبارة عن رؤية للكون والإنسان والشيطان، فالكون عندهم أزلي أبدي، والإنسان صورة مصغرة منه، وهم يدَّعون أن الحياة التي نعيشها “حياة الجسد والدم” ما هي إلا سلسلة لا تنتهي من حلقات الحياة، الجسد.. النفس..
الذات.. العقل.. الروح….الخ، وعلى الإنسان أن ينطلق رقيا في هذه الحلقات، ويرون أن الترقي لا يكون من المنزلة الأحط إلى المنزلة الأعلى إلا عن طريق إشباع المنزلة الأحط برغباتها وشهواتها حتى الشاذ منها، فلا شيء اسمه خطيئة ولا شيء اسمه شر ومنكر، فكل ما يحقق شهوات النفس ورغباتها هو مطلوب عند عبدة الشيطان حتى يحصل لهم الترقي في درجاتهم المزعومة .
وعليه فلا أثر للموت بأي طريقة كانت، ولو كانت حرقا أو انتحاراً، لأن الموت في نظرهم ما هو إلا وسيلة للانتقال من درجة إلى أخرى، لذا فهم لا يتورعون عن القتل وسفك الدماء، بل يعدون قتل البشر -لا سيما الأطفال منهم لأنهم الأطهر – هي القرابين الأفضل للتقرب إلى الشيطان.
وغايتهم من عبادة الشيطان الدخول إلى ما يسمونه “عالم النور” وذلك عن طريق الدخول في حالة من النشوة والكمال أو الصفاء الذهني، وللوصول إلى هذه الحالة يستخدمون الموسيقى والخمور والمخدرات والعقاقير وبالطبع الممارسات الجنسية الطبيعي منها والشاذ أيضا، سواء بشكل فردي أو جماعي.
ولعبدة الشيطان مراتب يترقون فيها، تبدأ من المرتبة الأولى التي لا يدخلها العضو الجديد إلا بعد اجتياز اختبار مقزز ومنفر، وهكذا كل درجة لا ينالها العضو إلا باختبار، وكل اختبار أصعب من الذي قبله حتى يصل إلى المرتبة السابعة التي لم ينلها إلا عدد يسير منذ سنة 1745م .
وأما نظرة عبدة الشيطان إلى معبودهم “الشيطان”، فهم يرون أن الشيطان يمثل الحكمة، ويمثل الحياة الواقعية لا حياة الخيال والأوهام، ويمثل كل الخطايا والسيئات التي تقود إلى الإشباع الجسدي والفكري، والشيطان يمثل كذلك الانتقام لا التسامح، لذلك فهم يتخلقون بأخلاقه ويقصدون سلوك طريقه، فمن وصاياهم مثلا:
• تدمير كل من يحاول مضايقتك بلا رحمة “الانتقام”.
• المبادرة الجنسية طالما سنحت الظروف وخاصة مع المحارم “الاشباع الجنسي”.
• الاعتراف الكامل بالسحر والإيمان المطلق بالطقوس السحرية.
ومن أفكارهم المساواة بين المتضادات من الحب والبغض والخير والشر والماديات والروحانيات والألم والسرور والحزن والفرح، وعلى عابد الشيطان أن يستميت لكي يحقق هذا التوازن بين تلك المتضادات، وهو أمر عسير على النفس لأنه محاولة لتغيير خلق الله عز وجل، وما جعل الله لبشر سبيلا لتغيير خلقه.
أمراض أخلاقية واجتماعيّة شتّى باءت بها بلادنا، زاد استشراؤها منذ بداية الألفيّة وتفاقمت خلال العقد الأخير، أوبئة من كل شكل ولون إلى أن بلغ بنا المطاف إلى عبادة “ابليس” وصغاره “الشياطين”، ليست فقط ظاهرة مخيفة بل محنة خطيرة تستوجب وقفة حازمة من الجميع دون استثناء.