آداب الطريق.. سوّاق بلا أخلاق
في طرقاتنا ترى العجب وتسمع العجاب، لا تنازل وتنافس في سباق محموم، لا تقيّد بضوابط ولا احترام لإشارات مرور، أمّا إذا حصل المحظور واصطدمت العربات، فشامت وقامت ولا صفح ولا عفو، وتتكلّم الأيدي والعضلات ويخرج اللسان كلّ نفايات القول والفعل، بعضهم لا تهمّهم الصغار ولا العجائز ولا حتّى الشيوخ والأطفال، فعرباتهم بلا فرامل.
قوم أيديهم وأرجلهم بسرعة الأرانب، وعقولهم ببطيء السلحفاة الطاعنة في السنّ، وأن تقود عربتك تظهر “لوحة قيادة” لممارسات ركبان الطريق، فلا يفلتك أحدهم من سرعة يجرّك بها إلى إتاحة الطريق عريضة طويلة لسيادته، وآخر يتباطأ ونيته المبيتة واضحة تنتهي بك إلى حفرة أو إلى طوار الطريق حيث لا معبّد ولا اسفلت وووو.
أمّا “صافرات الإنذار” و”إقامة يوم القيامة” فهي حاضرة بقوّة عند إشارات المرور ذات اللون الأحمر، فالأنسب لك وأنت تهتدي على طرقات البلد أن تسيطر على نفسك تجنبا لردّ فعل يسقط فيه الاحترام، فـ “المزامير” لا تتركك ولن تشفع لك قوانين الإشارات، بل الأدهى والأنكى أنّ سيارات إداريّة لمؤسسات رسمية هي في غالب الأمر مصدر ضوضاء المزامير، ويتساءل من يتساءل من العقلاء إذا كان “كبير العايلة يضرب في الزفّ”، فما بالك بصغار القوم وبسطائهم.
لا شكّ أن التربية والوسط الأسري وشخصيّة فئة من التّونسيين اليوم لها وقعها، وتأثيرها الجليّ.