تلعب الإمارات العربية المتحدة دورا رئيسيًا في الشرق الأوسط وتتنافس بقوة مع جارتها قطر، كما تعمل على توسيع نفوذها والاستعداد للمرحلة التي تلي الحرب، عندما يسود الهدوء في قطاع غزة ويتحول التركيز إلى إعادة الإعمار.
في السنوات الأخيرة، لعبت الإمارات دورًا قياديًا في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، من خلال توقيع اتفاقيات ”أبراهام” في عام 2020.
ولكن في ظل الانتقادات التي تواجهها بسبب هذا التقارب مع الدولة اليهودية، تسعى الدولة الخليجية إلى تحسين صورتها في الشرق الأوسط، حيث يدعم الرأي العام بقوة القضية الفلسطينية.
لهذا السبب، قررت أبوظبي استخدام الدبلوماسية والمساعدات الإنسانية لإظهار دعمها لشعب غزة وتقوم الدولة الخليجية بتنظيم عمليات إجلاء للجرحى الفلسطينيين بالطائرات إلى أبوظبي، عبر إسرائيل.
وفي الوقت نفسه، أقامت الإمارات مستشفى عائمًا، ومستودعات ضخمة لتخزين المساعدات، وستة محطات لتحلية المياه في وسط صحراء سيناء المصرية على الحدود مع غزة. هذه المحطات قادرة على توفير مياه الشرب لأكثر من 600,000 فلسطيني، وهو ما يعادل ربع سكان القطاع.
وقد أودت الحرب في غزة، المستمرة منذ خمسة عشر شهرًا، بحياة أكثر من 46,000 شخص وأصابت 110,000 آخرين بجروح، وفقًا لوزارة الصحة التي تديرها حماس.
كما أن الأضرار المادية هائلة، ويتوقع الخبراء أن تستغرق إعادة الإعمار عقودًا وستكلف ما لا يقل عن 40 مليار دولار مما يجعلها أكبر جهود إعادة بناء منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وخطة مارشال.