عـــــــاجـــــل
سفارة قطر بتونس توزع 500 سلة رمضانية تونس تشارك في فعاليات معرض بورصة برلين للسياحة تعزيز علاقات التعاون التونسية السويسرية في مجال التشغيل والادماج المهني بتمويل من جمعية قطر الخيرية تسليم 30 وحدة سكنية بقابس متابعة تنفيذ مختلف برامج النهوض بقطاع الصناعات التقليدية محور جلسة عمل بإشراف وزير السياحة توقيع إتفاقية تعاون ثلاثية بين الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل والوكالة التونسية للتكوين المه... رئيسة الغرفة النقابية الوطنية لأخصائيي علم النفس الحركي : التشخيص النفسي الحركي مهم لتحقيق التوازن ا... مركز اللغة للمعهد الفرنسي بتونس فرع مدنين/تطاوين يفتتح رسمياً قاعة اختبار الكفاءة في اللغة الفرنسية ... سفير إيطاليا بتونس يشرف على إفتتاح النسخة الأولى من برنامج التعاون الثنائي للتدريب الإداري لشركات ال... الإعلان عن إنطلاق التكوين المفضي لشهادة المهارة من كل المؤسسات التكوينية العمومية والخاصة إختتام مشروع "مهارات من أجل التجارة والتنوع الاقتصادي" والاعلان عن نتائجه قريبا: انتخاب ملكة جمال تونس لسنة 2025 بمشاركة 17 مترشّحة للدّور النّهائيّ من مختلف الجهات
ثقافة و فنون

المجموعة: “خلجات” ” تأخّرت كثيرا”

شارف الفجر على أخذ أمتعته والسّفر تاركا ضياء الشمس تنسلّ بشعاع باهت لتنعكس على فضاء المكان حيث انتصبت طاولة مستطيلة طويلة كان وزملاؤه جالسون حولها، وقد انهمكوا في العمل، حواه المكان دون أن تسعه أركانه، عادت به الذّاكرة سريعا إلى زمن حسبه قد ولّى إلى غير رجعة، لم يكن ينتظر حتّى ولو بالمزاح أن تأتي إليه معتذرة طالبة الصّفح والرّجوع.

مرّت أمامه كلّ الصّور التي جمعتهما، الأمكنة والأزمنة، كلّ الأفراح والأتراح التي واجهاها، كلّ كلمة حبّ تبادلاها .. كلّ همسة عشق عايشاها وارتويا من جنونها، شنّف الآذان لكلّ نغمة تقاسما الاستماع إليها، اشتمّ كلّ “ريح عطر” أهدتها إيّاه أو أهداها إياها، شعر ببرودة تعتري أطرافه وبسخونة تسري في عروقه وعرق بارد ينضح على صفحة وجهه، وانساب بين أصابعه ماء بلّل الأوراق التي كانت بين يديه.

تذكّر عشيّة ذاك السّبت الخريفي عندما جاءت تعلمه أنّ قدرهما الفراق، كان وقتها ينتظرها كعادته ليهيما ككلّ سبت في فلك الهيام ويتيها في مجرّة العشق البريء، كان معها صادقا إلى أبعد الحدود وحماها حتّى من نفسه، وأخلص لها فأوفى الكيل والميزان، وفعلت هي بالمثل، أو هكذا ترائ له أنّها تفعل ذلك، جاءت تقول له “أنا من طريق و أنت من آخر” لم يستسغ ما تقول ولم يستوعب ما تلفظ من كلام، قالت “هكذا المكتوب وأرجو ألاّ تسألني”، فما كان منه إلاّ أن عفّ وصمت وحمل عظيم حزنه وكمده ذاهبا بعيدا عنها بعد أن قرّرت تركه في مفترق الثنايا.

مشت إلى حيث أرادت ومشى هو إلى حال سبيله، ومضى ما مضى من السنوات، حتّى التقيا ذاك الصباح كان قاصدا عمله وكانت ذاهبة إلى حيث كان تريد، توجهت نحوه، أخبرته أنّها أخطأت في حقّه وأنّها سمعت ممن نطق بالكذب واعتذرت عن جفائه وفراقه، كشفت له لوعتها وحزنها، وأعلمته حبّها له لم يخدشه خادش، وأنّها على هواه وفي كلّ كلبها يتربّع عشقه ويسكن أثره.

لم يصدمه ظهورها المفاجئ بقدر ما صدمها هجرها المباغت، وخاطبها بتحفّظ منتقيا كلماته وعباراته، واتفقا على أن تكون الإجابة ضافية وأن يكون الغد موعدها وزمانها، وانتظر حتّى يتبيّن الخيط الأبيض من الأسود ليعلمها بأنّه صائم، “صيام الدّهر”، عنها، جفونه لم يزرها النّوم طيلة الليل، ولمّا جاء الصّبح قرّر أن لا مؤلما بقدر ما آلمته، قرّر أن يجدّد انسحابه في هدوء كما سحبته من أحلام عشقه لها ببرودة وهدوء.

رنّ جوّاله فلمّا كانت الرنّة الثالث، بادلها تحيتها بأحسن منها، ولم يزد على قول ” جوابي باختصار في حياتي من استحقتها، تأخرّت كثيرا، سامحك الله، حظّا سعيدا”، وقفل الخطّ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
error: هذا المحتوى غير قابل للنسخ أو الطباعة.

يمكنكم أيضا متابعتنا على صفحتنا على الفيس بوك