عـــــــاجـــــل
السيد المدير العام للديوانة يتفقد سير عمل عدد من المصالح الديوانية بتونس مصالح الحرس الديواني تحجز خلال أسبوع كميات هامة من البضائع ومبالغ مالية مهربة بقيمة جملية بلغت 1.6 م... ورشة عمل لتفعيل الأنشطة المبرمجة في إطار شبكة الجيل الجديد للديوانة الأمين العام السابق للجامعة العربية نورالدين حشاد ابن الزعيم فرحات حشاد يتعرض الى وعكة صحية حادة تونس تحتضن الدورة السادسة للصالون الدولي للنسيج "INTERTEX TUNISIA" من 17-19 أكتوبر 2024 معهد تونس للترجمة ينظم ندوة دولية حول "الترجمة ومجتمع الغد" شراكة تونسيّة كنديّة:وفد من الكيبيك في تونس لتوظيف عشرات من مربّيات الطّفولة بعد تكوين خاصّ وزارة البيئة تنظم ورشة عمل وطنية في إطار مشروع "دعم العمل المبكر لتنفيذ الإطار العالمي للتنوع البيول... "منتصر العربي" أمين مال الهيئة الوطنية لعدول الاشهاد: هدفنا تطوير المهنة باعتبارها وسيلة من وسائل تط... إفتتاح معرض تونس الدولي للسياحة والعمرة في نسخته الثالثة دعيم التّعاون الثنائي في المجال الاجتماعي بين تونس وقطر محور لقاء وزير الشؤون الاجتماعية بسعادة سفير... المنظمة الوطنية لرواد الأعمال تقدم نتائج دراسة ميدانية حول واقع رقمنة الخدمات الإدارية
ثقافة و فنونمتفرقات

أيام في المملكة

جثمت طائرة “البوينغ” على أرض مطار “الملك خالد الدولي” بالرياض، كان الجوّ غائما نسبيّا خاصّة وأنّ الطقس النوفمبري في عاصمة المملكة السعوديّة يتسم خلافا لبقيّة المحافظات والمناطق الأخرى بشيء من البرودة وانخفاض درجات الحرارة، وذلك مع اقتراب منتصف نوفمبر وكذلك في أغلب موسم الشتاء.

حملت حقيبتي الكبيرة الوحيدة جمعت فيها أدباشي، وبعض أغراض العمل الخفيفة، وشيء من مصروف الجيب، اتجهت صوب “الجسر المخرج” لأجد نفسي مع عديد من رفاق ورفيقات الرحلة وكثير من خلق الله في باحة المطار، كنت أتجاذب أطراف الحديث مع أحد القادمين من المملكة الأردنيّة إلى السّعوديّة في رحلة عمل، حتّى بلغ بنا المقام مكاتب الجمارك.

تجمهر الوافدون جحافل وزرافات من ألوان وأجناس شتّى ووقف الواقفون وجلس الجالسون، وكان أعوان الجمارك يعملون ويتضاحكون فيما بينهم، ويزور هذا مكتب ذاك مرّات ومرّات في الدّقائق المعدودة، أحد موظفي المطار كان شابّا لا يتخطّى عتبة الثلاثين يصول ويجول بين الزائرين يقوّم اعوجاجهم، من يراه يبتسم لمشيته ولنعله الكبير العريض اللاّفت للإنتباه، صوته الصادح يصل إلى الجميع، ولا ينفكّ يبلّغ العملة عن شبّاكهم الخاصّ بهم.

في الشبابيك أو الممرّات المخصّصة لـ”العمالة الأجنبيّة” ( اليد العاملة ) كانت حكاية أخرى ورواية فيها أسرار، فالوجوه الشّاحبة والأجساد المنهكة والأبدان النحيلة بجلدها المائل للإصفرار والقتامة، تحدّثك عن معاناة شعوب آسيا الفقيرة أو قل فئاتها الضعيفة، وهي شرائح واسعة، فقط تنظر إلى وجه بنغالي أو باكستاني أو حتّى هندي، عندها فقط تعلم أصل الحكاية ومنتهى الرواية، معاناة ومكابدة ومآس لم يكتب عنها المؤرخون ولم يسبق وأن اعترضت المخرجين في أفلامهم على مرّ الزمان.

جاء دوري وتفقّد الأعوان جواز السّفر واستكملوا الإجراءات وأخذت صورة فوتوغرافيّة، ودخلت المملكة العربيّة السّعوديّة، كنت مسرورا حقّا وأنا أشتمّ عبق التّاريخ العربي والإسلامي الذي ضجّت به الدّنيا، كان في البال قصة “ابراهيم الخليل” و”وحي السماء” على خير خلق الله “محمّد” ( صلّى الله عليه وسلّم)، كان في الفكر أساطير قريش، بتاريخها الضارب في عرق الحضارة البشريّة، قبائل الأوس والخزرج وخزاعة، مثلت أمامي مآثر عمر وعليّ وعثمان، قصص وآثار من عظماء الفقه والأدب والشعر، كأنّني ألمح أمامي “عكاظ” قائمة على سوقها.

خرجت من المطار بعد اقتنيت شريحة اتصال من أحد الأكشاك المزدانة في بهو المطار تعود إلى شركة “السعوديّة للإتصالات”، كنت أبحث عن سيّارة أجرة أو ما شابه تقلني إلى حيث مقرّ “جامعة الأمير نايف للعربيّة للعلوم الأمنيّة”، لم أبرح مكاني ولم أنتظر كثيرا حتّى أحسست بيد تمسك بكتفي، ويعاجلني صوت لهجته غارقة في “التسعدد” “خير ان شاء الله”، كان رجلا اربعينيّا يرتدي اللباس السعودي المعروف بجميع مكوناته، حتّى إذا عرف مقصدي، صعدت معه السيّارة على وجه الكراء.

تحدّث معي الأخ السعودي عن عمله وشوائبه والعائلة والأطفال ومتطلبات الأسرة في السعوديّة مع انطلاق الألفيّة الثالثة، أخبرني كثيرا عن مشاكل الأسعار والسكن، حتّى أنّي سألته مرارا وتكرارا “هذا يحدث في السعوديّة؟؟ هذا يحصل للسعوديّين حقّا؟؟”، قال “سأعترف لك ولا أذيع سرّا.. أنا أعمل أستاذا وخارج أوقات العمل أعمد إلى سيّارتي الخاصّة التي أستقلها وإيّاك فأحوّلها إلى “أجره” لأكفي أسرتي.

بلغنا وجهتنا، “جامعة نايف العربيّة للعلوم الأمنيّة”، سلّمنا على الشرطة القائمة على حراسة الجامعة، جاء أحدهم إلينا، كان مكتنز الجسم أسمر ضاحك الوجه، تقدّم من الشبّاك من جهة السّائق “يا هلا يا مرحبا.. منين الإخوة”، أعلمه الأخير بدلا عنّي بكلّ التفاصيل، أعطى إشارة لزملائه فقام أحدهم برفع الحاجز المقام، “أخونا التونسي ضيف… هههه… ابشر بالخير يا هلا ياهلا”.

أوصلني مرافقي السعودي ناحية “إقامة الضيوف” ثمّ سلّم عليّ بحرارة كنت استشعر عفويتها، ثمّ انصرف إلى حال سبيله بعد أن نقدته أجرته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com
error: هذا المحتوى غير قابل للنسخ أو الطباعة.

يمكنكم أيضا متابعتنا على صفحتنا على الفيس بوك