الأخبار الوطنيةمتفرقات
“شاورما القطاطس”: استغباء واستخفاف بالأرواح؟
حادثة إعداد أكلة “الشّاورما” بلحم القطط في مطعم كائن بجهة “المنار” ليست هي عمليّة الغشّ والإستغباء الأولى التي استهدفت المواطنين، ولن تكون بالطبع الواقعة الأخيرة التي يستهتر فيها بعض المارقين عن القانون بأرواح النّاس صغارا كانوا أم كبارا، فهؤلاء “السّفاحين” هم في نهاية المطاف لا يراعون في مواطنيهم، بل في بني جنسهم الإنساني، لا يراعون لا إلاّ ولا ذمّة.
وربّما بعض المطاعم الأخرى تفعل نفس الفعل المشين، وربّما دفعوا النّاس، غفلة واستغباء، إلى أكل لحوم الكلاب و”الجرابع” ومن لفّ لفّها من البهائم والأنعام التي لا يؤكل لحمها الكريه صحيّا ودينيّا، وكثيرا منّا يتذكّر مطعم ذاك “الحطّاب” الشهير الذي ذاع صيته بين القوم في تونس، وأصبح أسطورة الأساطير، وفي حقيقة الأمر كان “الحطاب” يذيقهم صنوفا وألوان شتّى من القذارة والأوساخ وشبه فاصواليا و”خبز مخزّز” و”هريسة” و”طماطم” عاملة الريحة أكثر من “روقارات” الأوناس، حاشاكم، ولا يسعنا أن نقول كما درجنا عليه بعاميتنا واحتراما لديننا السّمح “حاشى نعمة ربّي“.
أكثر من ذلك سجّلت مئات الحالات من الإخلالات تعلّقت بتجاوزات لا تحصى لمخاطر صحيّة تعلّقت بمطاعم ذات التسميات المشهورة، بل واكبت كاميروات التلفزات صورا حيّة نقلتها على شاشاتها خلال معاينة صحفييها لكوارث أقدم عليها أصحاب مطاعم وفضاءات وحوانيت جعلوها لتخزين المواد الغذائيّة وخاصّة المواد التي تستعمل في إعداد الأكلات الجاهزة التي صارت اليوم بديلا لطعام البيت بعد أن خرج أهل الدّار رجالا ونساء إلى مجال العمل، وكذلك أضحت هذه “الأكلة” ضرورة قصوى لمرتادي المؤسسات العموميّة، ذات الطابع الخدماتي والإستشفائي، أو ما شابه، وحتّى المتجوّلين وأصحاب الحاجات في هذا الموضع أو ذاك البعيد من محالّ سكناهم، تضطرهم الظروف لتحريك الأفواه عند هذا المطعم أو ذاك، مع التحفظّ على كلمة “مطعم“.
وبالطّبع كثير منّا يستحضر مئات الأطنان من لحوم الحمير التي تمّت مصادرتها من قبل المصالح المعنية في ولايات تونس الكبرى وفي جهات عديدة توزعت على أنحاء شتّى شملت الجهات الساحلية والداخلية للبلاد، الأمر الذي أدهش قطاعا واسعا من التونسيين لا سيما الذين يرتادون مطاعم خالوها “مطاعم سيدي الباي”، لكن ظهر أنّ توقعاتهم هي في الحقيقة “منامة عتارس“.
ما يؤسف ليس فقط في تذاكي وخبث أصحاب هذه المطاعم وابتزازهم وتحيّلهم لدرجة أنّهم يكادون لا يعطوك قطعة خبز يابس دون أن يقطعوا عروق بدنك بسعرها الخيالي، ولكن المؤسف استمرار تهافت المتهافتين الذين ما زالوا يؤمنون بالأكلة عند جماعة “الفاست فود كلاس” وتوابعهم.
قــيس الــعرقــوبي