القضيّة الفلسطينيّة: ماذا بقي من التسوية العربية الإسرائيلية حيالها ؟
منذ اتفاقية أوسلو عام 1993، انفرط عقد التفاوض بين العرب والاسرائليين حيال القضية الفلسطينية، إذ لم يرق للإسرائليين شروط الفلسطنيين، والقاضية بالعودة إلى حدود مفاوضات 1967 .فالإسرائليون نسفوا كل عملية سلام مقترحة إما من قبل الجامعة العربية أو من طرف مجلس الأمن و ظلوا يرجؤون و يسوّفون عملية السلام مع الفلسطنيين في كل مرة، و يحاولون أن يقبروا حلمهم بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس فضلا عن سياسة الاستيطان و التوسع في الأراضي الفلسطينية شرقا و غربا.
ولا شك أن الاعتراف الدولي الواسع بضرورة إرساء”حل الدولتين” و إقامة دولة فلسطينية و عاصمتها القدس الشرقية و التفاوض حول حل قضية اللاجئين من شأنه أن يشكل ضغطا على إسرائيل للرضوخ و العودة إلى طاولة المفاوضات إلا ان وصول الحكومة اليمينية المتشددة بزعامة بنيامين نتنياهو حال دون تسوية شاملة بل سعت حكومته جاهدة للتوسع بإقامة مستوطنة تلو الأخرى في محاولة منها لتهويد القدس ضاربة عرض الحائط جهود المجتمع الدولي و الجامعة العربية في وضع حد لسياسة الاستيطان.
من ناحيته خيّب الرئيس الأمريكي ياراك أوباما آمال العرب و المسلمين بشأن القضية الفلسطينية في خطابه سنة 2009 عندما وعد الفلسطينيين بإقامة دولتهم المنشودة فقد فشل في تحقيق أيّ تقدم على صعيد الصراع العربي الإسرائيلي و التقارب بينهما مستجديا استعطاف اليهود علنا في إحدى خطاباته “يجب الكف عن القول بأن إسرائيل سر مشكلة الشرق الأوسط بل يحب على المسلمين و العرب البحث عن سر معاناتهم و أن يحددوا الأسباب مثل شكل الحكم” دون أن يتعرض ولو بكلمة واحدة عن دور إسرائيل في إفشالي جهود السلام والمبادرة العربية في كل مرة و سعيها المتواصل بالتوسع في الأراضي الفلسطينية المحتلة .
وقد كانت جل مراحل التفاوض بين الفلسطينيين و الإسرائيليين برعاية أمريكية وانحياز هذا الأخير كيفما و أينما أرادت إسرائيل أن تطوعه و تكسب جولة المفاوضات على حساب أبناء الأرض .
بدورها، مازالت الجامعة العربية في مربع الإدانة و التنديد و لم تحرك ساكنا أمام تواصل الانتهاكات و الاعتقالات و المجازر في حق الفلسطينيين و لم تعد قادرة حتى على عقد اي تسوية أو مفاوضات بين الجانبين و تطور ذلك منذ دخول المنطقة العربية في أتون حروب أهلية و صراع عرقي طائفي كالذي يحصل في العراق و سوريا و اليمن و ليبيا تحت مسمى الربيع العربي، و بات العرب يعيشون في دوامة من الصراعات فيما بينهم ،تاركين ومتناسين قضية عربية اسمها … فلسطين.