متفرقات
“المظاهر”: “عوّرنالها بالقشور الفارغة”
موضوع “المظاهر” و
“الفيس” في تونس بالنسبة لفئة من التونسيين حكايتها حكاية، وليس أمرا
جديدا، فتلك أخلاقياتهم، ومبلغ أمانيهم، ومستوى قيمه، بل “المظاهر” هي هواء
عيشهم الذي يتنفسونه، فلا شيء في الرأس وما حواه سوى التفكير في القشور والكليشهات الفارغة، وكلّ ما يرتبط بالتمظهر والمبالغة في
الإسفاف، قولا وفعلا.
“الفيس” في تونس بالنسبة لفئة من التونسيين حكايتها حكاية، وليس أمرا
جديدا، فتلك أخلاقياتهم، ومبلغ أمانيهم، ومستوى قيمه، بل “المظاهر” هي هواء
عيشهم الذي يتنفسونه، فلا شيء في الرأس وما حواه سوى التفكير في القشور والكليشهات الفارغة، وكلّ ما يرتبط بالتمظهر والمبالغة في
الإسفاف، قولا وفعلا.
فئة لا بأس بها من التونسيين في علاقاتهم سواء
مع أبنائهم وبناتهم وزوجاتهم في بيوتهم، أو في الشارع وفي مراكز العمل وفي حلّهم
وترحالهم، هم من طينة ينظر إلى حذائك قبل وجهك، فتكون تصرفاته
و”أخلاقه”، إن كان له ذرّة منها، من قبيل “شوف الوجوه وفرّق
اللّحم”، فلا يقولون إلاّ بسي فلان وسي فلتان وبنت علاّن، ويستغرب المستغرب
أصلا أنّ شقّا من هؤلاء في الواقع لا أصل ولا فصل ولكن في زمن خلت فيه المدينة من
أهلها، “ادهن وجهك وولّي فحّام”.
مع أبنائهم وبناتهم وزوجاتهم في بيوتهم، أو في الشارع وفي مراكز العمل وفي حلّهم
وترحالهم، هم من طينة ينظر إلى حذائك قبل وجهك، فتكون تصرفاته
و”أخلاقه”، إن كان له ذرّة منها، من قبيل “شوف الوجوه وفرّق
اللّحم”، فلا يقولون إلاّ بسي فلان وسي فلتان وبنت علاّن، ويستغرب المستغرب
أصلا أنّ شقّا من هؤلاء في الواقع لا أصل ولا فصل ولكن في زمن خلت فيه المدينة من
أهلها، “ادهن وجهك وولّي فحّام”.
الخطر ليس في تناسل هذه الفئة بقدر خطرها على
المجتمع وبالخصوص على أجيالنا الجديدة، فهم ينقلون عدوى نفوسهم المريضة بالشيفرو- تفاهة”،
والمصابين بـ “عمى الأخلاق الإنسانيّة”، فعندما تتحوّل إلى محيط مدارسنا
ومعاهدنا، مثلا، أو حتّى إلى محاضن الصّغار، فتعاين شناعات هذا القوم، السقيم
المسكين، فلا حديث ولا تركيز إلاّ على الأطعمة الفاخرة وأسعارها، واللمجات الغنية
بمكونات أخال بروفسيرات الطبّ وعلوم الحياة لا يعلمون أغلب مركباتها.
المجتمع وبالخصوص على أجيالنا الجديدة، فهم ينقلون عدوى نفوسهم المريضة بالشيفرو- تفاهة”،
والمصابين بـ “عمى الأخلاق الإنسانيّة”، فعندما تتحوّل إلى محيط مدارسنا
ومعاهدنا، مثلا، أو حتّى إلى محاضن الصّغار، فتعاين شناعات هذا القوم، السقيم
المسكين، فلا حديث ولا تركيز إلاّ على الأطعمة الفاخرة وأسعارها، واللمجات الغنية
بمكونات أخال بروفسيرات الطبّ وعلوم الحياة لا يعلمون أغلب مركباتها.
تستمع بأذن المريب الذي يريد أن يأخذوه سريعا
من مكانه، وبزيغ عين المشدوه فلا تتناهى إلى سمعك من حديث الأولياء إلاّ روايات
الثياب والماركات “السنيي” وأنواع الأحذية والعطورات والإكسسوار،
والتركيز منها على المستوردة، ثمّ يتحوّل الخطب عن الرحلات والشيخات في العطل
المدرسية، وبالطبع الحديث بين هؤلاء الأولياء يشمل أبناءهم، وفي غالب الأحوال
بحضورهم.
من مكانه، وبزيغ عين المشدوه فلا تتناهى إلى سمعك من حديث الأولياء إلاّ روايات
الثياب والماركات “السنيي” وأنواع الأحذية والعطورات والإكسسوار،
والتركيز منها على المستوردة، ثمّ يتحوّل الخطب عن الرحلات والشيخات في العطل
المدرسية، وبالطبع الحديث بين هؤلاء الأولياء يشمل أبناءهم، وفي غالب الأحوال
بحضورهم.
اليوم
أنصت إلى صغارنا التلاميذ واستنتج فداحة ما أورثه أولياؤهم فيهم من ثقافة
“المظاهر” و”الشقاشق”، فإذا غاب عنك خطابهم المباشر فانظر ترى
وستسمع أيضا من خلال مشاهدة حركاتهم وسكاناتهم، وحتّى نظراتهم تجاه بعضهم البعض،
فبحيث تلمح التمايز والتمايل والخيلاء، فتدقّق جيّدا وتندفع قسرا إلى تبيان الأمر
فتكتشف الكارثة.
أنصت إلى صغارنا التلاميذ واستنتج فداحة ما أورثه أولياؤهم فيهم من ثقافة
“المظاهر” و”الشقاشق”، فإذا غاب عنك خطابهم المباشر فانظر ترى
وستسمع أيضا من خلال مشاهدة حركاتهم وسكاناتهم، وحتّى نظراتهم تجاه بعضهم البعض،
فبحيث تلمح التمايز والتمايل والخيلاء، فتدقّق جيّدا وتندفع قسرا إلى تبيان الأمر
فتكتشف الكارثة.
يحدّثني
صديق يعمل في مجال التربية عن انتشار وباء “الفيس” في صفوف تلاميذنا،
ويصف لي معاملة بعضهم البعض، أمّا إذا حدث مناوشة أو “عركة” فدعاني
للحضور، لأرى التناجش الطبقي الذي أودعه الأولياء بسفاسفهم فأوغروا به صدور
الصغار.
صديق يعمل في مجال التربية عن انتشار وباء “الفيس” في صفوف تلاميذنا،
ويصف لي معاملة بعضهم البعض، أمّا إذا حدث مناوشة أو “عركة” فدعاني
للحضور، لأرى التناجش الطبقي الذي أودعه الأولياء بسفاسفهم فأوغروا به صدور
الصغار.
حاليا
تأخذك الأقدار في العمل وفي العائلة إلى هذه المناسبة أو تلك أو مكان ما في البلد،
سواء كانت الجهة راقية أم شعبيّة، فإنّك لا محالة ستكون على موعد مع
“التفشفيش” و”القفزان في الشّايح”، فلا يسع العقل أن ينكر،
والنفس تردّد: “يا مقلّد مشية الحمام لا تعلمت مشيتها وضيّعت مشيتك”،
وفي كثير من الأحيان يجول ذاك المثل الشعبي الدارج: “ما ينكر في أصلو
كان…”.
تأخذك الأقدار في العمل وفي العائلة إلى هذه المناسبة أو تلك أو مكان ما في البلد،
سواء كانت الجهة راقية أم شعبيّة، فإنّك لا محالة ستكون على موعد مع
“التفشفيش” و”القفزان في الشّايح”، فلا يسع العقل أن ينكر،
والنفس تردّد: “يا مقلّد مشية الحمام لا تعلمت مشيتها وضيّعت مشيتك”،
وفي كثير من الأحيان يجول ذاك المثل الشعبي الدارج: “ما ينكر في أصلو
كان…”.
فبحيث لا
يصحّ إلاّ الصحيح.
يصحّ إلاّ الصحيح.
قــيس الــعرقوبي