المسابقة الوطنية للمهرجان المغاربي للكسكسي بقصر محمد العربي زروق بـ”الدّندان” تحت شعار ”حلاّق الرّوس، لبّاس البرنوس، وكّال الكسكس”
يوم الاحد 27 نوفمبر 2016 بفضاء برج محمد العربي زروق بالدندان (المركز القطاعي للتكوين في الإلكترونيك)، في فضاء تنتعش ذاكرة داخله بعبق الماضي الذي يفوح شذاه من قلب هذا القصر المؤسس في بداية القرن 19 خلال فترة حكم حمودة باشا الحسيني، ترامت إلى أنوف الحاضرين المواكبين لفعاليات المسابقة الوطنية للمهرجان المغاربي للكسكسي التي تنظمها “جمعية نكهة بلادي”، روائح وبهارات اطباق الكسكسي التي تفننت في طهيها 18 مشاركة يمثلن 11 ولاية من الجمهورية التونسية من شمالها الى جنوبها.
وفي اجواء فنية تراثية تجولت فيها “مجموعة عطر المدينة الموسيقية” بين مختلف الأنماط
الموسيقية والاغاني الطربية والتراثية، اعطيت اشارة انطلاق المسابقة بورشة “عولة الكسكسي الاصيل” على أنغام “الشهيدي التطاويني”، وبمشهد فولكلوري ميّزته الأزياء التقليدية التي ارتدتها المتسابقات والاواني القديمة التي زين بها فضاء القصر الذي احتضن المسابقة.
وقد تنوعت اطباق الحبوب الذهبية على طاولات العرض وتعددت طرق إعدادها، فمن كسكسي القمح الى الشعير والمسفوف، ومن المطهوّ بالبخار الى المطبوخ بـ”المجل” من المهدية وبالدجاج من الكاف وبـ”القديد والعصبان” و”مسفوف البسباس” من تطاوين، ومن كسكسي المصران برأس الجبل فكسكي البوري بالسفرجل من بنزرت الى كسكسي القرنيط بقرقنة… وعديد الاختصاصات التي خلقت الفرجة وشدت الانظار الى طريقة عرضها والأواني القديمة التي وضعت فيها.
لوحات فنية مزخرفة سحرت الابصار مدغدغة الشهيّة بعد ان تفنن المتنافسون من مختلف جهات الجمهورية في تنويع اطباق الكسكسي الذي يعد ملك مائدة العائلات التونسية وطبقها الشعبي بامتياز الذي تطورت طرق طبخه وتعددت وتفننت الأجيال المتعاقبة في ايجاد أوجه متنوعة لتقديمه.
والى جانب الحضور والضيوف ومن بينهم عدد من الوجوه الفنية والثقافية، حضرت بعض الاطباق التونسية النادرة من الكسكسي كأطباق شرفية خلقت المفاجأة وكان تذوقها اكتشافا جديدا لعدد من الحاضرين على غرار البرزقان (بكسر الباء) المختلف عن البرزقان (برفع الباء) المعروف في الكاف، وكسكسي المسلان القادم من مطبخ منطقة رمادة بتطاوين ثم كسكسي “القرفالة” من قرقنة.
رئيسة جمعية نكهة بلادي لطيفة خيري، أشارت إلى أن التظاهرة ذات هدف توثيقي لتراث شعبي مغاربي مشترك تشرف على فعالياتها الجمعية بالتعاون مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بمنّوبة وجمعية “أساتذة النكهة وخبراء الطهي والخدمة بتونس” ومكتب الدراسات والتكوين (The Puzzle)، مبرزة أن الكسكسي يمثل أحد مكونات الهوية التي يمكن استثمارها في عديد المجالات الثقافية والسياحية.
ومن جهته اشار مدير المسابقة نبيل الركباني، بالمناسبة، إلى ان فعاليات المسابقة الوطنية لطهي الكسكسي تنتظم تحت شعار “حلاّق الرّوس، لبّاس البرنوس، وكّال الكسكس” وهي العبارة الشهيرة لابن خلدون التي أشار بها لسكان شمال افريقيا، وذلك لاختيار أربعة مشاركين سيمثلون تونس في الدورة الثانية للمهرجان المغاربي للكسكسي الذي تحتضنه الجزائر في مارس 2017.
واختتمت التظاهرة بإعلان نتائج المسابقة التي اعطت فيها اذواق الحاضرين كلمتها باختيار أفضل الاطباق واشهاها وكان لقب أفضل طبق من نصيب عائدة بن جدو من ولاية المهدية وهندة الطرابلسي من بنزرت.
كما حصلت بالمناسبة ثلاث متسابقات على المرتبة الثانية وهن لمياء عائدي (صفاقس) وصالحة المجريسي (جربة) ومجيدة محفوظ (قرقنة)؛ حيث تأهلن جميعا لتمثيل تونس خلال شهر مارس القادم في فعاليات المهرجان المغاربي للكسكسي بالجزائر.