زيت الزّيتون التونسي في موسم 2016-2017: اكتساح عالمي، تسهيلات أوروبيّة، تثمين أمريكي، تراجع طفيف في تقديرات حجم الصابة، وصفاقس في المرتبة الأولى
انطلقت في عدد من مناطق الجمهوريّة بداية شهر نوفمبر الجاري عمليّة جني صابة الزيتون للموسم 2016-2017، ويؤكّد الخبراء والقطاعيّون أنّ عوامل عديدة ستجعل من صابة هذا العام أقلّ من حيث الحجم، لكن استبشروا في المقابل بالحظوة التي يتمتّع بها زيت الزيتون التونسي من حيث الجودة والإشعاع وتزايد الطلب العالمي عليه، لذلك يعوّل أصحاب الشأن على هذا المنتوج التونسي العريق بما يخدم أهداف الاقتصاد والاستثمار والتنمية.
ويتساءل المستهلك التونسي العادي لمنتوج زيت الزيتون عن مستوى الأسعار حيث أعرب العديد عن تخوّفاتهم من القفز بأسعار اللتر الواحد لهذه المادّة الطبيعيّة إلى حدود 10 دنانير، ويستفسر هؤلاء عن حقيقة الأمر خاصّة وأنّ المعلومات المتواترة تذهب في هذا الاتجاه، منتظرين إجابة شافية من السّلطات الرسميّة المعنيّة.
بداية من جانفي 2017: زيت الزيتون التونسي يكتسح العالم
صادقت لجنة الفلاحة والأمن الغذائي والتجارة والخدمات ذات الصلة، بمجلس النواب، بتاريخ 20 أفريل 2016، على مشروع القانون الأساسي المتعلق بالاتفاقية الدولية للمجلس الدولي لزيت الزيتون وزيتون المائدة.
وتمكّن هذه الاتفاقية تونس من ترويج منتوجها من زيت الزيتون في الأسواق العالمية حيث أنها تلزم البلدان الأعضاء على احترام مواصفات فنية لزيت الزيتون المنتج.
وتدوم هذه الاتفاقية 10 سنوات حيث ستدخل حيز النفاذ في 1 جانفي 2017 وستظل سارية المفعول إلى غاية 31 ديسمبر 2026 وهي بمثابة منتدى لمناقشة المواضيع المتعلقة بالسياسات ومعالجة التحديات الراهنة والمستقبلية لقطاع الزيتون وتحديد المواصفات العالمية له.
وقد قدم وزير الفلاحة خلال جلسة استماع صلب اللجنة بعض الأرقام المتعلقة بإنتاج زيت الزيتون حيث قدر المنتوج خلال الموسم الحالي بـ 700 ألف طن من الزيتون أي ما يعادل 140 ألف طن من زيت الزيتون وبمعدل انخفاض بـ 6 بالمائة مقارنة بالسنة الفارطة في حين تم تصدير 48 ألف طن بقيمة 353 مليون دينار منه 5327 طن معلّب.
تسهيلات أوروبيّة جديدة
وافق البرلمان الأوروبي على توسيع مظلة الإعفاء الجمركي لواردات زيت الزيتون من تونس إلى الاتحاد الأوربي بمقدار 35 ألف طن سنويا لتصبح نحو 92 ألف طن، وذلك في عامي 2016 و2017، بهدف دعم الاقتصاد التونسي.
غير أن البرلمان الأوروبي اشترط في قراره إجراء مراجعة في منتصف هذه الفترة، تحسبا لأيّ ضرر قد تسببه هذه الإعفاءات لمنتجي زيت الزيتون الأوروبيين.
وحظي القرار بموافقة 475 عضوا في التصويت الذي جرى اليوم الخميس، بينما رفضه 126 عضوا، وامتنع 35 آخرون عن التصويت، بحسب بيان نشره البرلمان الأوروبي على موقعه الإلكتروني.
وقال سفير تونس لدى الاتحاد الأوروبي الطاهر الشريف في تصريح لوكالة الأناضول، إن هذه الخطوة “تمثل دعما للاقتصاد التونسي من خلال استيراد كميات كبيرة من زيت الزيتون المحلي معفاة من الرسوم الجمركية الأوروبية”.
وبموجب اتفاقات تجارية قائمة مع الاتحاد الأوروبي، تتمتع تونس بإعفاء يسمح لها بتصدير 56.7 ألف طن من زيت الزيتون إلى الاتحاد الأوروبي سنويا بدون رسوم. وقد استورد الاتحاد الأوروبي أكثر من 145 ألف طن من زيت الزيتون التونسي إجمالا في فترة 2014 -2015.
“نيويورك تايمز” تمدح زيت الزيتون التونسي
تناولت اليومية الأمريكية ذائعة الصيت “نيويورك تايمز” في عددها الصادر يوم 14 سبتمبر 2016 النجاح المطّرد الذي يحققه انتاج وصناعة زيت الزيتون التونسي.
وفي مقال للصحفية “فلورانس فابريكانت” احدى صحافيات ركن “الأطعمة” في اليومية الأمريكية تحت عنوان:” ثورة زيت الزيتون في تونس” جاء أن تونس كان لها حضور مرموق في الدورة الأخيرة لمعرض فانسي فود شو في نيويورك (من 26 الى 28 جوان الماضي).
وأفادت الصحفية الأمريكيّة أن تونس ركزت، في هذا المعرض الدولي الذي يشارك فيه 2700 عارض من 50 دولة، على زيت الزيتون البكر الذي عرضه أكثر من نصف المشاركين التونسيين القادمين من بلد يعرف صناعة زيت الزيتون منذ الحقبة الرومانية.
ولفتت “فلورانس فابريكانت” أنه بالرغم “من تواصل تصدير زيت الزيتون دون معالجة صناعية الى أوروبا فإن القوانين الدولية والمواصفات المطبقة عالميا وحيثيات التصديق والاشهاد لزيت الزيتون البكر بصدد قلب موازين المعادلة في هذا المجال، بحيث أن 100 بالمائة من زيت الزيتون المعلب تونسيا هو في الواقع مصنع في تونس كليّا.
وكشف المقال عن مختلف ايجابيات زيت الزيتون التونسي مركزة بالخصوص على أنه مقارنة بالزيوت الأوروبية أكثر خفة وأقل حموضة وأقل طعم للتوابل، حيث استعرضت كاتبته عددا من الماركات التونسية الكبرى في زيت الزيتون معددة مزاياها مثل زيوت “أرض ديليسا” و”زيتون شملالي” و”طواحين محجوب” وغيرها.
“صـــابة الــزيتون في ولايات الجمهوريّة” الــتّقديرات الأوليّة
صفاقس: المرتبة الأولى بمقدار يناهز 60 ألف طن
تعتبر مدينة صفاقس من أبرز المدن بالجمهورية التونسية التي تنتج زيت الزيتون لما يوجد بها من أراضي فلاحية شاسعة مخصصة لغراسة الزياتين منذ المئات من السنين فمنذ القديم عرفت مدينة صفاقس بزيتها وبزيتونها الأصيل حتى أن بعض المناطق سميت على اسم الزيت أو الزيتون على غرار معتمدية ساقية الزيت أو شارع زيت الزيتون بمركز السبعي بطريق المهدية حيث كانت المئات من المعاصر مرتكزة بمدينة صفاقس لإخراج الزيت نقيا وما يسمى بلغة الأجداد “زيت نضوح” ولكن في العشرية الأخيرة شهدت مدينة صفاقس تراجع في انتاج الزيت وفي يد العاملة سواء في عملية الجني.
وفي تصريح له، كشف رئيس النقابة الجهوية للفلاحين بصفاقس فوزي الزيانيأنه لم يتم بعد تحديد موعد جني الزيتون للموسم الفلاحي 2016-2017 ومن المرجح أن يتم افتتاحه في موفى شهر أكتوبر وخاصة ان عدد كبير من الفلاحين طالب بذلك وخاصة بعد سقوط كميات كبيرة من حبوب الزيتون بعد الأمطار الأخيرة التي شهدتها مدينة صفاقس، مضيفا أن صابة هذه السنة قدرت بـ 60 ألف طن بعد أكان في السنة الفارطة 70 ألف وفي 2014 أكثر من 100 ألف طن وحول سعر الكغ الواحد من حب الزيتون بين أنه يترواح بين 1500 و1800 مليم وحول امكانية انخفاض سعر زيت الزيتون أشار ان ذلك شبه مستحيل ومن المرجح أن يرتفع سعره الى 9 دنانير للتر الواحد، خاتما قوله أنه لا توجد اشكالية في موسم الجني من حيث يد العاملة .
ســـوسة: انتاج 23 ألف و709 طن
تشير التقديرات الأولية لصابة الزيتون بالجهة للموسم الحالي إلى إنتاج 23 ألف و709 طن من الزيتون وهو ما يعادل 4743 طن من الزيت، وذلك وفق ما أفاد به المنصف العمراني المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بولاية سوسة خلال جلسة عمل انعقدت بمقر الولاية، في الآونة الأخيرة، وخصصت للإعداد لموسم جني الزيتون.
وذكر العمراني ان “صابة الموسم الحالي تعد أوفر بقليل من صابة الموسم الماضي التي لم تتجاوز 21 ألف و843 طن من الزيتون و4370 طن من الزيت”، مشيرا الى ان “كميات الزيتون المتوقع جنيها لن تتطلب حسب اعتقاده فتح كل المعاصر الموجودة بالجهة والتي يبلغ عددها 118 معصرة قابلة للاشتغال بطاقة تحويل يومية تقدّر بـ 3700 طن لتبلغ بذلك طاقة الخزن الجملية بالجهة تقدر 40 ألف طن”.
وأضاف ان “اللجنة الجهوية لمتابعة موسم جني الزيتون وضعت، قبل انطلاق الموسم، خطة قصد تأمين الصابة وحمايتها وبدأت في توفير الحراسة الكافية لغابة الزيتون وتوفير اليد العاملة ومراقبة نقل الزيتون الى المعاصر وستختم بعمليات التحويل والعناية بشجرة الزيتون في إطار الاعداد للموسم القادم”، على حد قوله.
واكد ان “اللّجنة شرعت في تفقّد مصبّات المرجين والعمل على صيانتها مع البحث عن إمكانيات إحداث مصبّات جديدة لمجابهة حاجيات موسم التّحويل لاسيما في شمال الولاية”، داعيا بالمناسبة الى عدم إلقاء المرجين بالأودية واستغلاله في تسميد الأراضي الفلاحية.
وبخصوص الوضعية الحالية لغابة الزياتين، أفاد ذات المصدر ان “التساقطات المطرية الأخيرة تسببت في انتعاشه هامة للزياتين بعد فترة الجفاف التي عرفتها الجهة على امتداد موسمين متتاليين تمثلت بالخصوص في تحسن ملحوظ للحالة الخضرية للشجرة”، داعيا الفلاحين الى التسميد بمادة الأمونيتر المدعم لمزيد تثمين الأمطار الأخيرة”.
وبغرض الحصول على زيوت رفيعة وللمحافظة على القدرة الإنتاجية لشجرة الزيتون، أوصى المتدخلون في الجلسة بان تكون بداية شهر نوفمبر موعدا لافتتاح الموسم وبالإسراع في الجني لتمكين شجرة الزيتون من مواصلة نموها في أحسن الظروف وعدم استعمال العصي عند الجني وذلك للحصول على ثمار ناضجة ونقية وسليمة من الشوائب وحث العملة على استعمال الفراش البلاستيكي عند الجني وصناديق البلاستيك عند النقل والخزن ومنع استعمال أكياس البلاستيك عند نقل الزيتون إلى المعاصر.
يشار الى ان قطاع الزيتون يحتل مكانة هامة في ولاية سوسة و يلعب دورا أساسيا في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية حيث تمثل غابة الزيتون حوالي 33 بالمائة من المساحة الجملية للولاية أي ما يقارب78 ألف هك و تساهم ب 8% من مساحة الزيتون الجملية بالبلاد التونسية ب 4 ملايين و 282 ألف و 340 أصل زيتون منها 474 الف و52 أصل زيتون فتي و3 ملايين و 445 ألف و 412 زياتين في طور الإنتاج و 362 الف و 396 زياتين هرمة.
المنستير : تقديرات بـ 6 آلاف و200 طنّ
تقدر صابة الزيتون في ولاية المنستير خلال الموسم الحالي بـ 6 آلاف و200 طن من الزيتون، أي ما يعادل ألفا و240 طن من الزيت و4 آلاف و100 م3 من المرجين وذلك وفق ما أفادت بهمنيرة سهلول رئيسة دائرة الإنتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بالمنستير.
وذكرت “سهلول” أنّ “التقديرات الأولية لصابة الزيتون البعلي أو المطري في المنستير خلال شهر جوان المنصرم كانت 12 ألف و800 طن وهو معدل ضعيف مقارنة بالمعدل السنوي للجهة الذي هو في حدود 60 ألف و500 طن أي بنسبة نقص تبلغ 79 في المائة”، موضحة أنّ “تراجع صابة الزيتون خلال التقديرات الثانية في سبتمبر الجاري يعزى إلى ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وعدم تسجيل كميات كافية من الأمطار”.
وأكدت رئيسة دائرة الإنتاج النباتي ان “مسألة صرف كمية المرجين خلال الموسم الزيتي الحالي لن تطرح أي إشكال حيث تعمل اللّجنة الجهوية لمتابعة موسم الزيتون ومصبات المرجين بولاية المنستير على إحداث مصبات مرجين جديدة في الجهة”، على حد قولها.
يشار الى ان مصب الوردانين المحدث منذ 2013 يعدّ وحده القادر حاليا على استيعاب كميات المرجين بالنسبة إلى الموسم الزيتي الحالي باعتبار أنّ طاقة استغلال مصبي البقالطة ومنزل فارسي بمعتمدية المكنين بلغت نسبة 100 في المائة بالإضافة الى اغلاق مصب بني حسان.
ولاية أريانة: 1416 طن متوقّعة
يقدر انتاج زيتون الزيت بولاية اريانة للموسم الفلاحي 2016-2017 بـ 1416 طنا مقابل 3800 طن خلال الموسم الفارط، اي بنسبة تراجع في الانتاج ب 63 بالمائة، فيما يقدر انتاج زيتون المائدة بـ 187 طنا مقابل 380 طنا الموسم الفارط، اي بنسبة تراجع في الانتاج ب 51 بالمائة، وفق تقرير صادر عن المندوبية الجهوية للفلاحة والموارد المائية والصيد البحري بأريانة.
وحسب نفس التقرير، فان تراجع الإنتاج المقدر للزياتين بالجهة بالنسبة للموسم الفلاحي الجديد، مرده صعوبة العوامل المناخية المتمثلة خاصة في نقص الامطار، فضلا عن النقص المسجل في مياه الريّ بالمناطق السقوية، اين تحتل فيها زياتين الزيت والمائدة المروية مساحة 2464 هكتارا من جملة 2624 هكتارا اغلبها بمنطقتي سيدي ثابت وقلعة الاندلس.
هذا وقد انطلق موسم جني الزياتين بولاية اريانة منذ بداية شهر اكتوبر الجاري ليمتد الى غاية شهر فيفري 2017، حيث حدد سعر البيع للكلغ الواحد من زيتون المائدة بين 1100 و1600 مليم، فيما حدد بالنسبة لزيتون الزيت بين 800 و1200 مليم للكلغ الواحد.
يذكر أن طاقة التحويل الجملية للزياتين بولاية اريانة تناهز 350 طنا في اليوم، بوجود 6 معاصر اغلبها عصرية بكل من “سيدي ثابت” و”المنيهلة” و”رواد” في غياب وحدات تعليب الزيت، اما عملية نقل الزيتون فتتم حسب المعاينات الميدانية للمصالح الفلاحية بالجهة باستعمال اكياس من “الخيش”، بنسبة 50 بالمائة، واكياس بلاستيكية بنسبة 25 بالمائة، في حين يوصى باستعمال الصناديق للمحافظة على جودة المنتوج التي لا يتجاوز استعمالها نسبة 25 بالمائة.
ولاية بن عروس: تراجع ملحوظ
قدرت مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بولاية بن عروس أن تشهد صابة الزيتون للموسم الحالي 2016 – 2017 تراجعا ملحوظا مقارنة بالموسم المنقضي حيث تشير التقديرات تقلص الانتاج الى أكثر من 40 بالمائة مقارنة بالموسم المنقضي.
وبحسب معطيات دائرة الانتاج النباتي بالمندوبية تقدر صابة إنتاج الزيتون لهذا الموسم بحوالي 560 طنا بالنسبة لزيتون الطاولة و4844 طنا بالنسبة لزيتون الزيت، حيث سجل الانتاج نقصا كبيرا مقارنة بموسم 2015 / 2016 والذي كان في حدود 9700 طن.
ومن أجل انجاح الموسم الحالي وحسن الاستعداد للموسم المقبل اتخذت المصالح المعنية جملة من الاجراءات على غرار الانطلاق في عملية التسميد الازوطي للأشجار وضبط برنامج لحراثة حوالي 80 بالمائة من المساحات المخصصة للزياتين بما سيسهل عملية تخزين مياه الامطار ويحد نوعا ما من تبخرها الى جانب استكمال عمليات تقليم الأشجار وفي هذا السياق تم فتح حضيرتين لتكوين 30 متربصا في عمليات التقليم بالتعاون بين المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية والديوان الوطني للزيت ومركز التكوين المهني الفلاحي باوزرة.
وقامت اللجنة الجهوية للمراقبة بمتابعة استعدادات اصحاب المعاصر ومعاينة النقائص والاخلالات الموجودة، هذا فضلا عن معاينة المصب الجهوي للمرجين الذي تم اعداد حوض فيه جاهز للاستغلال الفوري بطاقة خزن تبلغ 8 الاف متر مكعب في انتظار الانتهاء من تجهيز حوض مماثل في الفترة المقبلة.
زغوان: توقعات بتراجع بـ 52 بالمائة
من المنتظر ان يشهد قطاع الزياتين في ولاية زغوان خلال الموسم الحالي نقصا في الإنتاج بحوالي 52 بالمائة اي ما يعادل 21 ألف و800 طنا بالقياس إلى إنتاج الموسم الفارط الذي بلغ 45 ألف و400 طن وسيشهد انتاج زيتون الطاولة ايضا تراجعا قدر بـ 48% مقارنة بالموسم الفارط والذي بلغ 2070 طنا، وفق ما أفاد به، اليوم الثلاثاء، رئيس دائرة الإنتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية علي الهمامي.
وذكر ذات المصدر في تصريح إعلامي أن “العدد الجملي للمعاصر التي ستتولى تحويل الزيتون في الجهة بلغ هذا الموسم 33 معصرة منها 29 ذات نظام متواصل و3 تقليدية وواحدة ذات نظام الضغط العالي، بالإضافة الى 4 وحدات تعليب لزيت الزيتون”، موضحا أن “الطاقة التحويلية كافية لاستيعاب إنتاج الموسم باعتبار أن طاقة الخزن المقدرة بـ 5600 طن توازي ضعف طاقة التحويل”.
وأفاد الهمامي، بخصوص انعكاسات موسم جني الزيتون على الحركة التشغيلية بالجهة، أن “قطاع الزياتين سيوفر حوالي 311 ألف يوم عمل على مستوى الجني والتحويل أي ما يعادل 3450 عاملا لمدة 90 يوما”، وفق تقديره.
و أكد أنه “للمحافظة على سلامة البيئة وحماية المائدة المائية من التلوث بمادة المرجين تمت تهيئة 3 مصبات جماعية لاحتضان مادة المرجين في كل من زغوان، والزريبة، والناظور فضلا عن وجود مصبات أخرى تمت تهيئتها عن طريق الخواص” ، داعيا إلى الحرص على مراقبة تصريف مادة المرجين المستخرجة من المعاصر خصوصا أثناء نقلها والتصدي لاستعمالاتها العشوائية .
باجة: المندوبيّة الجهويّة تتوقع تراجعا بـ 30 بالمائة
توقعت مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية في ولاية باجة تراجع يقدر ب30 بالمائة في انتاج الزيتون بالجهة سنة 2016 مقارنة بالسنة المنقضية حيث سيتم إنتاج 27 فاصل 2 الف طن من الزيتون منها 25 الف طن زيتون زيت يتوقع أن تنتج 4 الاف طن من زيت الزيتون.
وأكد على المالكي المندوب الجهوي للفلاحة في باجة أنه من أبرز تحديات الموسم الحالي لإنتاج الزيت تصريف المرجين بجنوب الولاية باجة اعتبارا لعدم توفر مصبات مراقبة للمرجين بمجاز الباب وقبلاط وتستور واضطرار المنتجين للزيت للتنقل الى مصب عين الحمام في تبرسق، داعيا إلى العمل على توفير مصبات إضافية بهذه المناطق.
وتجدر الاشارة إلى أنه تتوفر في باجة 32 معصرة منها 6 معاصر تقليدية كما تتوفر بالجهة 5 مصبات مراقبة لتصريف المرجين أغلبها بمعتمدياتها الشمالية.
قفصة: الصابة في حدود 55 ألف طن وارتفاع طفيف في المؤشرات
قدرت مصالح دائرة الانتاج النباتي بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بقفصة، صابة الزيتون للموسم الحالي ب55 ألف طن أي ما يعادل حوالي 12 ألف طن من الزيت وبارتفاع طفيف مقارنة بصابة الموسم المنقضي (50 ألف طن)، وفق ما أكده رئيس الدائرة عبد الستار غبطان.
وأضاف المصدر ذاته في تصريح صحفي أنه “تم تكوين لجنة جهوية لمراقبة المعاصر سير موسم زيت الزيتون تتكون من المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بقفصة وإدارة حفظ الصحة ووكالة حماية المحيط وديوان التطهير والأمن”، مشيرا الى ان عدد المعاصر الناشطة في الجهة بلغ 18 معصرة بمواصفات جيدة من اجمالي 60.
وأوضح ان “اللجنة الجهوية المذكورة أعلاه عقدت اجتماعا خلال الأسبوع المنقضي تقرر على إثره افتتاح موسم زيت الزيتون بقفصة يوم 31 أكتوبر من الشهر الجاري في مستغلة “الزهراء” في معتمدية قفصة الشمالية نظرا للنضج المبكر للثمار”، على حد تعبيره.
ولاية سليانة: تقديرات بـ 42 ألف طن
قدَرت الدَوائر الفلاحية بولاية سليانة محاصيل صابة الزَيتون لهذا الوسم في الجهة بنحو 42 ألف طن من الحبوب أي ما يعادل 8 آلاف و400 طن من الزَيت، وذلك وفق ما ورد في تقرير المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية الذي عرض، مؤخّرا، خلال جلسة عمل في مقر ولاية سليانة عقدت للنظر في الاستعدادات الجارية لافتتاح موسم جني وتحويل صابة الزَيتون وتحضير مستلزمات إنجاحه.
وجاء في الجلسة انه من المقرَر ان تتواصل عمليات الجني خلال الفترة المتراوحة بين غرَة نوفمبر المقبل ومنتصف شهر فيفري2017 ، على ان تدوم 3أشهر ونصف وتحتاج الى 8 آلاف من اليد العاملة بين مؤجًرة في شركات الاحياء والتنمية والمركبات الفلاحية وعائلية، وفق تقديرات ذات الدوائر.
وقد حدد سعر جني الكيلوغرام الواحد من الزيتون ب 200 مليم فيما حددت كلفة التحويل بما بين 75 و 100 مليم للكيلوغرام الواحد حسب نوعية المعاصر البالغ عددها 26 تقدر طاقتها تحويلها اليومية بحوالي 1700 طن من حبوب الزَيتون.
ولتأمين كافة الظروف الكفيلة بإنجاح موسم جني وتحويل الزَياتين تسهر لجنة فنية جهوية هذه الأيام على متابعة استعدادات أصحاب المعاصر من حيث القيام بالصيانة سعيا لإنتاج زيوت ذات جودة عالية ومعاينة النَقائص والاخلالات المتعلقة بشروط حفظ الصحَة المحافظة على البيئة في التَعامل مع مصبَات المرجين وفق التراتيب المعمول بها.
من جهة أخرى وفي إطار تنفيذ الاستراتيجية الجهوية الهادفة الى النهوض بقطاع الزياتين في ولاية سليانة والنهوض بمردوديته وتحسين جودة الزيوت بداية من سنة 2020 باتباع تقنيات الانتاج العصريَة، أعدَت الدوائر المعنية العدَة لتوزيع وغراسة 280 ألف شتلة زيتون لهذا الموسم وذلك في إطار مختلف البرامج منها 200 ألف ضمن ميزانية المجلس الجهوي.
يذكر ان غابات الزياتين في ولاية سليانة والمقدَرة بحوالي 7 ملايين و800 ألف أصل تنتشر على مساحة 76 ألفا و 800 هكتار منها 27 ألف هكتار من الغراسات الفتيَة بينما تمسح الزَياتين المروية داخل في الجهة المناطق السَقوية العمومية والخاصة 686 هك.
قابس: نقص بـ 35 بالمائة
قدر انتاج الموسم الحالي من الزيتون في ولاية قابس بـ 15 الف طن مقابل 23 الف طن خلال الموسم الفارط وهو ما يمثل نقصا في الصابة بنسبة 35 بالمائة، وذلك وفق ما ورد خلال جلسة عمل انعقدت، مؤخّرا، بمقر الولاية.
وجاء في الجلسة التي خصصت لمتابعة الاستعدادات الجارية لجني الزيتون في الولاية ان 649 فلاحا كل من معتمديتي منزل الحبيب والمطوية انتفعوا في إطار مجابهة اثار الجفاف على الغراسات الفتية خلال الموسم الحالي، بمنحة بدينار واحد لكل شجرة تم ريها بالإضافة الى مداواة 135 ألف و500 اصلا من الزياتين الحاملة للصابة ضمن الجهود التي تبذلها مندوبية الفلاحة بالتعاون مع الديوان الوطني للزيت لمقاومة ذبابة الزياتين.
وتقرر خلال الجلسة انطلاق الجني بداية من يوم 01 نوفمبر القادم الذي سيحتاج الى 200 الف يوم عمل.
يذكر ان ولاية قابس تعد 35 معصرة بطاقة تحويل يومية تبلغ 305 طنا وبطاقة خزن تصل الى 1000 طن تتوزع الى 6 معاصر ذات نظام متواصل و9 ذات نظام ضغط عال و20 ذات نظام مزدوج.
اليوم، والبلاد تستعدّ لاحتضان “النّدوة الدوليّة لدعم الاقتصاد والاستثمار”، ننتظر من أصحاب القرار السياسي والاقتصادي في البلاد عدم التفويت الفرصة لإعطاء قطاع الزياتين، وزيت الزيتون حقّه في الاستثمار.