النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين تستنكرالتصرفات الأمنية في التغطية الصحفية للإحداث الإرهابية
أصدرت ليلة البارحة النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بيانا استنكرت فيه منع قوات من الجيش و الشرطة مساء أول أمس الاثنين عددا من المراسلين الصحفيين من الوصول إلى المستشفى الجهوي بالقصرين أين كان يُنقل عدد من الجنود المصابين بلغم بأحد جبال القصرين أثناء تعقبهم لمجموعة إرهابيّة.
وحال حزام أمني وعسكري من وصول الصحفيين إلى عين المكان والذين هُدّدوا بتحطيم أدوات عملهم وإيقافهم إذا حاولوا تغطية ما يحدث.
ورغم معرفة العناصر الأمنية والعسكريّة بالصفة المهنيّة للمراسلين، وتأكيد الأخيرين على أنّهم سيقتصرون على المعلومات الأوليّة للحادثة، فإنّهم أصروا على منعهم من القيام بمهمتهم بل وتمّ دفع بعضهم بقوة.
وقد طال الاعتداء كلّ من حاتم الصالحي من إذاعة “كاب أف أم”، وبرهان اليحياوي من “موزاييك أف أم”، ورضا جبران من “صراحة أف أم”، وعنتر سمعلي من “شمس أف أم”، والذين أكدوا أنّ تعرضوا سابقا إلى اعتداءات مماثلة على خلفيّة تغطيتهم للأحداث المرتبطة بالإرهاب.
فالنقابة الوطنيّة للصحفيين التونسيين التي بذلت طيلة السنوات الماضية مجهودات كبرى في سبيل تكوين الصحفيين في تغطية الأحداث الإرهابيّة ونشر مدونات السلوك الخاصة بها والتحسيس بالمحاذير الأخلاقية في الصدد، مثلما شاركت وزارة الداخلية في تنظيم دورات مشتركة للصحفيين والأمنيين في طبيعة التعامل الأمني أثناء الازمات:
-تشجب منع المراسلين الصحفيين بالقصرين من القيام برسالتهم الإعلاميّة
-تحمّل وزارة الداخلية ووزارة الدفاع مسؤوليّة ما حدث ، وتؤكّد على خطورته على مسار الحرب الشاملة على الإرهاب
-تشدّد على خطورة هذه الممارسة في زعزعة ثقة الصحفيين في المؤسسة الأمنية والعسكرية، وفي توفير المبررات للتشكيك في جدوى البرامج التدريبية المشتركة والمتعلقة أساسا بالتعامل مع الصحفيين أثناء تغطية الإرهابية.
ودعت النقابة في بيانها وزارتي العدل والداخليّة للتحقيق في مثل هذه الممارسات التي تضرب في العمق حرية الصحافة والتعبير، وتؤكّد أنّ ستتخذ كلّ الإجراءات من أجل الدفاع عن حقّ الصحفيين في ممارسة رسالتهم الإعلاميّة والنفاذ إلى المعلومة مهما كانت السياقات السياسيّة والأمنيّة التي يشتغلون فيها.