قناة تلفزيّة حكوميّة رسميّة يحتاجها الرأي العامّ والإعلام التّونسي
من الطبيعي أن تضيع المعلومة الخامّ وسط كثافة التنوّع الإعلامي وفي خضمّ تباين القناعات والاختلاف في الرؤى والإيديولوجيّات التي تفرضها هذه الوسيلة الإعلاميّة أو تلك وخاصّة القنوات التلفزيّة بيمينها ويسارها وما بينهما، فمعروف أنّ الفاصل في اعتماد هذا الخبر أو ذاك أو استبعاده بالمرّة من الترويج الإعلامي رهين قناعة صاحب القناة أو المشرفين عليها من رؤساء تحرير أو من شابههم في الوظائف والمسؤوليّات وحتّى التلفزات والإذاعات والوكالات العموميّة والخاصّة هي اليوم تقدّم منتوجا عن نشاطات الحكومة التي تتبنّاها مؤسسة رئاسة الحكومة وكذلك عن نشاطات وتحرّكات الوزراء والمسؤولين الجهويين والمحليين، منتوج من زاوية نظر لا يمكن في غالب الأحوال أن تترجم وتعكس المضمون والفعل الحقيقي لما يراد تبليغه وما حصل في الواقع كما أنّه في كثير من الأحيان تضيع جهود وتهمّش إنجازات حقيقيّة دون نيل حقّ المواكبة الإعلاميّة لها.
وتبعا لذلك فإنّ الوقت قد حان لبعث فضائيّة رسميّة تعنى أوّلا وبالأساس بالنشاط الحكومي ومتابعة في كلّ تجليّاته وتعمل على مواكبته ونقله للرأي العامّ والذي من شأنه أن يحقّق بالتوازي الاستفادة النوعيّة للصحفيين العاملين في الإعلام الإلكتروني والمكتوب والسمعي البصري، فضائيّة بالإمكان أن تبلّغ الرسالة الخامّ والصحيحة وتقدّم المعلومات التفصيليّة وتجيب عن الاستفسارات المبهمة لدى الرأي العام داخل الوطن وخارجه كما أنّها تفسح المجال لاستئناس الإعلاميين والخبراء والمختصّين والمستثمرين للاستئناس بالمادّة الإعلاميّة التي من المزمع أن تقدّمها فضائيّة “القصبة”، إن قدّر وأحدثت.
وللتّوضيح أكثر وتبيان ريادة المهمّة الوطنيّة والإعلاميّة والاتصالية التي ستضطلع بها الفضائيّة الحكوميّة الرسميّة المقترحة، فإنّها ستمكّن من تحقيق ما يلي:
– تأمين نقل ومواكبة كافة النشاطات الحكوميّة:
* لقاءات رئيس الحكومة بالشخصيّات الوطنيّة من الفاعلين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين.
* الاستقبالات والمحادثات لرئيس الحكومة مع مسؤولي الدول الشقيقة والبلدان الصديقة بقصر الحكومة بالقصبة.
* زيارات رئيس الحكومة الميدانيّة وحضوره في المناسبات الرسميّة والبروتوكوليّة وفي الأعياد الوطنيّة والدينيّة.
* سفرات رئيس الحكومة أو الوفود الوزاريّة ذات الصّلة إلى الخارج.
* نشاطات الوزراء وكتّاب الدولة والمسؤولين الجهويين والمحليين (إذا كانت مهمّة بالدّرجة التي تستحقّ المواكبة الإعلاميّة من جهة الفضائيّة الحكوميّة).
* تنزيل مطابق لمعايير التوثيق التلفزي الذي يهمّ الاتفاقيات والمذكّرات المبرمة في مختلف المجالات مع البلدان الأجنبيّة.
* تنزيل مطابق لمعايير التوثيق التلفزي للقوانين والأوامر والبيانات المصادق عليها نهائيّا أو التي مازالت في طور “المشاريع”.
* تخصيص نشرة أخبار أنباء رئيسيّة يوميّة ونشرات إخباريّة موجزة تخصّ العمل الحكومي.
* إفــراد مساحات تلفزيّة صلب برمجة الفضائيّة الحكوميّة تكون على شاكلة “الريبورتاجات” والتحقيقات والتقارير الإعلاميّة والحوارات التلفزيّة بشأن كلّ تفاصيل الحراك الحكومي.
هذا المقترح في تنفيذه إنارة للرأي العام وفسح للمجال أمام الطاقات الإعلاميّة والاتصالية للمكلفين بالإعلام والاتصالي الرّسمي لتقديم الإضافة النوعيّة وللبرهنة على ما يحتكمون عليه من مهارات وقدرات مهنيّة سواء في التحرير الصحفي أو المواكبات الميدانيّة المباشرة وأيضا التنسيق الإعلامي.