الإعلام العربي والإسلامي “يتقدّم إلى الوراء”
منذ دحر الاستعمار عن الأقطار العربيّة والإسلاميّة كانت الصحافة والسّواد الأعظم للعاملين فيها في المحيط العربي والإسلامي في صفّ “الحاكم المتألّه” أو “الحاكم بأمر اللّه” وذلك بالتّوظيف القهري والتطويع القسري وتحت وطأة ضغط الزّعماء وبطانتهم الذين أورثهم المستعمر تركة من العنهجية والغطرسة ترجموها إلى استبداد وديكتاتورية عمدوا من خلالها إلى لجم الكلمة الحرّة وسجن حرية التعبير وصار “الصحفي” عبدا للنظام يأتمر بأمره ويعمل بمشورته والويل كل الويل لمن يشق عصا الطّاعة.
وتواترت السّنون وصار إعلامنا يسير، طوعا ودفعا وإجبارا، في ركاب الرئيس أو الأمير أو الملك وباتت أخلاق “كبار الإعلاميين” والذين يسهرون ويتسامرون في قصر الحاكم ويزورون البلاط لتقبيل أيدي الخلفاء متنطّطين في روضات القصور إجلالا لأضرحة الخلفاء من الحكّام الذين لم يكونوا في سوادهم الأعظم “راشدين” بالمعنى “الديمقراطي” للعبارة وبالمعنى “الحرّياتي” للكلمة.
وكان شقّ واسع من الصّحفيين لسان تمجيد وتهليل وتملّق وتسبيح باسم الحاكم وزوجته وعشيرته في الوقت نفسه الذي كانوا فيه لسان زيف وكذب و صفاقة وبهتان وتحيّل ومماطلة بالنّسبة لأهل الإيالة أو الجمهورية أو المملكة أو الإمارة أو السّلطنة، فالصّحف وبعد ذلك الإذاعات والتّلفزات ثم المواقع الإلكترونية شكّلت مرتعا لمن هبّ ودبّ وخاصّة لشخصيات كثير مبهمة دخلت مهنة الإعلام بقدرة قادر فأفسدته وعمّقت علله وأسقامه، لكنها في المقابل نجحت وأبلت البلاء الأكبر في تأليه حكام الدول العربية والإسلامية وفي الافتراء على الشعوب حتى قامت الثورات في بعض الدول وفي طليعتها بلادنا.
اليوم التّشخيص يؤشّر على أن الإعلام في المنطقة العربية وفي دول العالم الإسلامي شهدت نقلة نوعيّة، وهذا ما تمّ رصده فعلا لكن المؤشرات ذاتها والتشخيص نفسه يكشف أنّ هذه النقلة النوعيّة لم تشذّ عن “حليمة ما زالت تمارس عادتها القديمة”، فهذا الإعلام مازال في أغلبه يعمل بعقليّة الاصطفاف والدّفاع عن لون ضد آخر وبعيد كل البعد عن كل وطنية تمكن من خدمة الشعب بما يستجيب لإنتظاراته ويحقق تطلعات، الأمر الذي يستوجب التعجيل بإرساء استراتيجية اتصاليّة تبلغ بنا ما بلغه أمثالنا من البشر المشتغلين بقطاعات الصحافة والاتصال في الدول التي نركض لاهثين وراء ما حقّقت من تقدّم وتطوّرات لم نلمس منها شيئا يذكر أو يؤثر في صميم الغايات التي لم ندركها بعد.
منذ دحر الإستعمار عن الأقطار العربيّة والإسلاميّة كانت الصحافة و
السّواد الأعظم للعاملين فيها في المحيط
العربي والإسلامي في صفّ “الحاكم المتألّه” أو “الحاكم بأمر
اللّه” وذلك بالتّوظيف القهري والتطويع القسري وتحت وطأة ضغط الزّعماء
وبطانتهم الذين أورثهم المستعمر تركة من العنهجية والغطرسة ترجموها إلى استبداد
وديكتاتورية عمدوا من خلالها إلى لجم الكلمة الحرّة وسجن حرية التعبير وصار “الصحفي”
عبدا للنظام يأتمر بأمره ويعمل بمشورته والويل كل الويل لمن يشق عصا الطّاعة.
وتواترت السّنونوصار إعلامنا يسير، طوعا ودفعا
وإجبارا، في ركاب الرئيس أو الأمير أو الملك وباتت أخلاق “كبار
الإعلاميين” والذين يسهرون ويتسامرون في قصر الحاكم ويزورون البلاط لتقبيل
أيدي الخلفاء متنطّطين في روضات القصور إجلالا لأضرحة الخلفاء من الحكّام الذين لم
يكونوا في سوادهم الأعظم “راشدين” بالمعنى “الديمقراطي”
للعبارة وبالمعنى “الحرّياتي” للكلمة.
وكان شقّ واسع من
الصّحفيين لسان تمجيد وتهليل وتملّق وتسبيح باسم الحاكم وزوجته وعشيرته في الوقت
نفسه الذي كانوا فيه لسان زيف وكذب و صفاقة وبهتان وتحيّل ومماطلة بالنّسبة لأهل
الإيالة أو الجمهورية أو المملكة أو الإمارة أو السّلطنة، فالصّحف وبعد ذلك
الإذاعات والتّلفزات ثم المواقع الإلكترونية شكّلت مرتعا لمن هبّ ودبّ وخاصّة
لشخصيات كثير مبهمة دخلت مهنة الإعلام بقدرة قادر فأفسدته وعمّقت علله وأسقامه ،
لكنها في المقابل نجحت وأبلت البلاء الأكبر في تأليه حكام الدول العربية
والإسلامية وفي الإفتراء على الشعوب حتى قامت الثورات في بعض الدول وفي طليعتها
بلادنا.
أن الإعلام في المنطقة العربية وفي دول العالم الإسلامي شهدت نقلة نوعيّة، وهذا ما
تمّ رصده فعلا لكن المؤشرات ذاتها والتشخيص نفسه يكشف أنّ هذه النقلة النوعيّة لم
تشذّ عن “حليمة ما زالت تمارس عادتها القديمة”، فهذا الإعلام مازال في
أغلبه يعمل بعقليّة الإصطفاف والدّفاع عن لون ضد آخر وبعيد كل البعد عن كل وطنية
تمكن من خدمة الشعب بما يستجيب لإنتظاراته ويحقق تطلعات، الأمر الذي يستوجدب
التعجيل بارساء استراتجيّة اتصاليّة تبلغ بنا ما بلغه أمثالنا من البشر المشتغلين بقطاعات الصحافة والإتصال في الدول التي نركض لاهثين وراء ما حقّقت من تقدّم وتطوّرات لم نلمس منها شيئا يذكر أو يؤثر في صميم الغايات التي لم ندركها بعد.