حقائق حول مبادرة “التوسّع الشمسي”
تحتكم الطاقة الشمسية، كمصدر للطاقة، على إمكانيات هائلة يمكن أن تلبي بسرعة وبتكلفة ميسورة احتياجات الأسواق الناشئة من الطاقة بما في ذلك منطقة “افريقيا جنوب الصحراء” حيث يفتقر للكهرباء 2 من بين كل 3 أشخاص، وتعاني الشبكات الرئيسية إجهادا شديدا.
ولكن في حين استفادت دول كبرى، مثل الهند والمكسيك وجنوب أفريقيا، من طفرة الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة، فإن العديد من جيرانها الأصغر مازالوا خارج مدار المستفيدين من الطاقة الشمسية ويجاهدون من أجل الحصول على ما يحتاجونه من كهرباء.
ولتضييق هذه الفجوة، أطلقت مجموعة “البنك الدولي” مبادرة “التوسع الشمسي”، وهي “مجمع خدمات” موجهة للحكومات التي ترغب في جذب المستثمرين من القطاع الخاص لبناء محطات كبيرة للطاقة الشمسية لكنها لا تتوفّر على القدرة الشرائية التي تمتلكها الأسواق الناشئة التي أدت المنافسة القوية فيها إلى انخفاض أسعار الطاقة الشمسية لتعادل تقريبا أسعار الكهرباء المولدة من النفط والغاز والفحم.
وتتضمن مبادرة “التوسع الشمسي” حزمة من المساعدات الفنية، ونماذج نمطية للمستندات، والتمويل المعتمد مسبقا، ومنتجات تأمينية، وضمانات تخرج من نطاق التخمين بشأن مدى جدوى وصلاحية مشروع الطاقة الشمسية وجدارته التمويلية لكل من الحكومة والمستثمرين.
وبموجب البرنامج، يمكن للبلد أن يقيّم المشروع، ويدير المناقصات التنافسية، ويبني المحطة، ويبدأ في توليد الطاقة الرخيصة والمستدامة خلال عامين – وهي فترة أقل كثيرا مما لو فعل ذلك بشكل مستقل، وأسرع من بناء مصادر التوليد الأخرى، مثل الطاقة الكهرومائية والحرارية.
فزمبيا، على سبيل المثال، في طريقها إلى الحصول على محطتين للطاقة الشمسية قدرتهما 50 ميجاواط حيث سيشرع في تشغيلهما بعد حوالي عامين من مشاركتها في البرنامج، وذلك بعد أن أمست احتياجات البلاد ملحة بعد أن قلصت سنوات الجفاف العديدة بدرجة كبيرة من إنتاج محطات الطاقة الكهرومائية التي درجت زمبيا على الاعتماد عليها.
وجذب “العرض الأول” الذي أعلنت عنه زمبيا 48 مجموعة استثمارية أبدت اهتمامها، من بينها مطورون من الطراز الأول مثل صندوق الدفاع عن البيئة، والهيئة الوطنية للطاقة الكهربائية الإيطالية Enel، وFirst Solar وتأهل 11 منهم مبدئيا للتقدم بالعروض. وقدم هذا دفعة مهمة للبلاد التي تحتاج بشدة إلى مصادر جديدة من الطاقة، بيد أنها ناضلت من أجل جذب مستثمرين في ضوء تأثير انخفاض أسعار النحاس على اقتصادها.
وقال أندرو تشيبويندي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة التنمية الصناعية في زمبيا “شهدنا منذ فترة طويلة اهتماما من القطاع الخاص للاستثمار في الطاقة المتجددة، بما فيها الطاقة الشمسية.. إلاّ أننا لم نكن نمتلك الهيكل المتماسك للتنفيذ، ومع مبادرة التوسع الشمسي، فإن ما استطعنا أن نفعله هو وضع عملية شفافة يستطيع القطاع الخاص والمؤسسات العامة العمل من خلالها.”
بثّ الثقة
بعد انطلاقها في “زمبيا” بنجاح، امتدت مبادرة “التوسع الشمسي” إلى مناطق أخرى بأفريقيا، مع تقدم المتنافسين بعطاءات قريبا في السنيغال ومدغشقر، ومع توسع البرنامج فإنه صار يوفر المزيد من الفرص للاستثمار في الطاقة النظيفة وإرساء معايير للأسواق الجديدة من أجل تطوير الطاقة الشمسية على نطاق واسع.
من ناحيته أفاد آشوين ويست، مدير الاستثمار في مجموعة استثمارية افريقية أن “توفر مبادرة التوسع الشمسي عملية قوية وعقودا تم التفاوض بشأنها مسبقا وتحظى في النهاية بالتمويل البنكي، والشفافية والسرعة. بالنسبة لنا، كمستثمرين، هذا بالضبط ما نتطلع إليه. إنه إطار قوي يبث الثقة في السوق.”
وتبدأ العملية بدراسات جدوى يقودها مستشارون من مؤسسة التمويل الدولية، هؤلاء المستشارين يعملون مع الحكومات للتأكد من كمّ القدرة الشمسية التي ينبغي إضافتها إلى الشبكة، ولاختيار المواقع المناسبة. كما تساعد المؤسسة على وضع هيكل عملية المناقصات التنافسية وخطتها للمطورين الذين يدخلون المناقصات ولديهم تصورات واضحة وكاملة عن المشروع ثم يستطيع الفائز بالعطاء بعد ذلك أن يحصل على التمويل من مؤسسة التمويل الدولية إذا أراد ذلك، بالإضافة إلى ضمانات جزئية للمخاطر من البنك الدولي، ومنتجات أخرى للتأمين ضد المخاطر السياسية مقدمة من الوكالة الدولية لضمان الاستثمار.
وتتلقى مبادرة “التوسع الشمسي” الدعم المالي من مبادرة الكهرباء لإفريقيا Power Africa التي أطلقتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID ، وصندوق الشراكة ما ؛ا تنمية افريقيا وكلّ من وزارتي الخارجيّة الهولانديّة والدّنماركيّة، وهو صندوق متعدد المانحين تديره مؤسسة التمويل الدولية.