الإرهاب صناعة صهيونيّة تمّ تصديره إلى بلداننا
اختلط الحابل وبالنّابل وألصقت تهمة “الإرهاب” بالعرب والمسلمين دون سواهم لكن بالرّجوع للتاريخ تنكشف الحقائق جليّة كون الإرهاب كظهارة وحركة ونشاط وامتداد وجد أرضيته الخصبة في أرض فلسطين خلال انغراس سنان الاحتلال الصهيوني في المنطقة، حيث قام الصهاينة بتأسيس عدد من الأجهزة والمنظمات والمجموعات المتخصّصة في قتل واغتيال الفلسطينيين وبالأخصّ كوادر المقاومة في “الضفة الغربيّة” و”قطاع غزّة”، والتي طالت اسماء شخصيّات نضاليّة ووطنيّة فلسطينيّة سواء كانوا من حركتي “فتح” و”حماس” أو باقي فصائل المقاومة الفلسطينيّة بأجنحتها السياسيّة أو العسكريّة.
وفي ظلّ الهجمات الإرهابية التي استهدفت عددا من الدول العربيّة بعض بلدان افريقيا وأوروبّا، أيضا تونس التي كانت مسرحا لعديد الشطحات الإرهابية وآخرها في “بن قردان”، يزعم كثير من المتطرفين الصهاينة أو حتّى من الأوروبيون والأمريكيين أنّ هذه العمليات مرتبطة بالفكر الإسلامي، مدّعين أن هذه التنظيمات الإرهابية التي لا تفرق في إرهابها بين مسلم أو مسيحي أو يهودي، تستقي فكرها من القرآن الكريم، على الرّغم من تجريم كافة علماء الدين الإسلامي هذه الجماعات البعيدة كل البعد عن مفاهيم الإسلام الصحيح.
والغريب أن هذه الحملة الصهيونية لا تستهدف التنظيمات الإرهابية بشكل عام، بل إنها تختار ما يروق لها وتغض الطرف والنظر عن تنظيمات أخرى ربما أشد إجراما من تلك التي زعمت أنها تمثل الدين الإسلامي، هذه المغالطات التي صارت تروّجها عديد اللّوبيات الإعلاميّة الصهيونيّة والأجنبيّة وكذلك اصطفاف البعض الآخر لتبنّي هذه الأطروحات والرؤى داخل الوطن العربي وفي دائرة العالم الإسلامي، تدفعنا لإجلاء الحقائق التّاريخيّة وكشف ما يجب كشفه حول أبرز التنظيمات اليهودية في العالم والتي تعيث خرابًا وفسادا في العالم.
11 منظمة إٍرهابيّة صهيونيّة لا تختلف عن “داعش” وأخواتها
1- “عصابة لفتا”
تنظيم يهودي، خطّط لتفجير المسجد الأقصى، في جانفي 1984، وتم الكشف عنه حيث كان أعضاء العصابة، يقيمون على أراضي قرية لفتا المهجرة، وتم اكتشاف أمرهم بعد أن تمكنوا من التسلل إلى باحات الحرم القدسي، يحملون عبوات ناسفة، تم الزعم في حينه أن اثنين من أعضاء التنظيم غير مؤهلين للوقوف أمام القضاء، فيما فر عضو ثالث هارباً إلى خارج البلاد، أما العضو الرابع (شمعون باردا) فتم سجنه إلى أن تمكّن من الفرار عام 1988، وحصل على صاروخ “لاو” أراد استعماله لتفجير الأقصى وإنهاء المهمة التي سُجن لأجلها، لكنه عاد وسلم نفسه للشرطة.
2- “دورية الانتقام”
حركة تأسست في أعقاب مقتل مؤسس حركة “كاخ” الإرهابية، “مائير كاهانا” في العام 1990، حيث قام أربعة من تلامذته بإنشاء مجموعة انتقاماً له، وقاموا في الذكرى الثانية لمقتل زعيمهم، بإلقاء قنبلة على “سوق القصابين” في البلدة القديمة بالقدس، أسفرت عن استشهاد فلسطيني وجرح آخرين، وحكم القضاء الاسرائيلي بسجنهم لفترة تتراوح بين 5 و15 عاماً، خرجوا لاحقاً بعفو من الرئيس الصهيوني “عازر وايزمان،” أما المنفذ الرئيسي فتم تخفيض سجنه لعشر سنوات.
3- “إحياء الهيكل”
إحدى الجماعات اليهودية الأكثر تطرفًا، وتسعى لضم الجماعات اليهودية المهتمة بهدم الأقصى في جماعة واحدة، وتمثل الإطار العام لمعظم المنظمات المعنية بما يدعونه “جبل الهيكل”، ويتزعمها الحاخام “هليل وايز”.
4- أمناء الهيكل
جماعة دينية متطرفة، أنشأت لنفسها عام 1983 صندوق جمعية “جبل البيت” أو “جبل الهيكل”، وتسعى هذه الجماعة إلى تهويد منطقة المسجد الأقصى، ولها فرع في الولايات المتحدة الأمريكية يمولها من خلاله مسيحيون متطرفون من كاليفورنيا لكن مركزها الرئيس في القدس المحتلة، وتضع هذه الجمعية نصب عينها هدفا أساسيا هو إعادة بناء الهيكل الثالث المزعوم في نطاق “جبل البيت”.
وتقيم هذه الجماعة الصلاة اليهودية في الساحة المحيطة لحائط البراق، ومن أبرز رموزها ستانلي “جولدفوت” وهو أصلا من جنوب إفريقيا كان يعمل رجل مخابرات لصالح مجموعة شترين الإرهابية التي اغتالت وسيط الأمم المتحدة “الكونت برنادوت” عام 1948.
5- جماعة شوفوبانيم
إحدى جماعات المستوطنين الداعية للاستيلاء على الأراضي العربية، وفي فترة تصاعد عمليات مصادرة الأراضي الفلسطينية وحمى الاستيطان الصهيوني عام 1984، وكان لهذه الجماعة دورٌ بارز في إلحاق الأذى الشديد بأملاك المواطنين الفلسطينيين.
وأدت ممارسات أعضاء هذه الجماعة العدوانية إلى الإخلال بالأمن والاستقرار، ومن أبرز أنشطة أعضاء الجماعة الاعتداء المتكرر على الفلسطينيين المقيمين جوار الحرم القدسي الشريف، وتعمد إزعاجهم بالصياح ليلًا نهارًا، والاعتداء عليهم أثناء أدائهم لفريضة الصلاة.
6- “ييشع”
أسسها عام 1985 “الياكيم يعتسيني” وهو محامٍ ويعد واحدًا من أشد المستوطنين المتطرفين، حيث يكمن نشاط الجماعة في تعبئة المعارضة السياسية لاستباق أية تسوية سلمية بين الصهاينة والفلسطينيين والعرب وبالذات مبادرات (حسين – بيريز) التي كانت بوادرها تلوح في الأفق آنذاك.
7- “كاخ”
من أشهر الجماعات اليهودية المعنية بهدم الأقصى، وقد تأسست عام 1972 على يد الحاخام اليهودي الأمريكي “مائير كاهانا”، ومن أتباعها المتطرف جودمان الذي نفذ هجوم على الأقصى يوم 11 أفريل 1982.
8- “إعادة التاج”
ويتزعمها الحاخام “يسرائيل فويختونفر” الذي يحرك مجموعة عنيفة من الشباب المتعصبين، ويخططون للاستيلاء على بيوت ومبان عدة في القدس بدعوى أنها كانت يومًا ملكًا لليهود.
9- “التنظيم اليهودي المقاتل ” آيال”
تعد جامعة بار آيلان هي المعقل الرئيسي لهذا الكيان، وهي تعتبر من أبرز مراكز التطرف الصهيوني وأهم مصدر له، وقد شكل عدد من طلبتها عام 1992، جماعة أطلق عليها (التنظيم اليهودي المقاتل) وعرفت بـ “آيال”.
10- جماعة “أبناء يهودا”
جماعة من اليهود المتطرفين غريبة الأطوار ولهم عادات غيبية الرؤى، تستوجب عقائدهم الغريبة المشي ووجوههم دائمًا في اتجاه الشمس أيًّا كان موقعها من السماء.
وقد اختارت هذه الجماعة الغريبة خرائب قرية لفتا العربية في المشارف الغربية لمدينة القدس للاعتكاف بها نظرًا لتواجد ينابيع للمياه، وتقوم الجماعة بممارسة طقوس الطهارة فيها.
11- “إسرائيل الفتاة”
يتزعمها الحاخام “لخمان كاهانا”، تم تغيير اسمها مؤخرًا لتعرف باسم جماعة “كهانا حيّ” نسبة لزعيمها، ويتركّز نفوذها في حي “طريق باب الواد”، عند مكان يعرف بـ (كوليل جورجيا) في البلدة القديمة بالقدس.
وأثارت هذه الجماعة صدامًا دمويًّا مع السكان العرب المقدسيين في عام 1983، عندما نظمت مسيرة لإدخال التوراة إلى (كنيس كوليل جورجيا) في احتفال ديني يمرون خلاله بجوار حائط البراق، ويحاولون أحيانًا اقتحام الحرم، لكن السّكان العرب تصدوا للمسيرة باعتبارها مظهرًا للتهويد.
وتبعا لما تقدّم فإنّ “منظمات الإرهاب” وجدت لها حاضنة صهيونيّة بامتياز تتربّى وتترعرع فيها قبل أن يتمّ تصديرها بعد ذلك إلى الدّول العربيّة والبلدان الإسلاميّة لتقوم بتنفيذ ما حبك لها من سيناريوهات، وها هي أرضنا اليوم مسرح لهذه الظاهرة المقيتة الغريبة.