اللاجئين والتدفق الى أوروبا
تطرقت صحيفة “روسيسكايا غازيتا” الى مسألة استمرار تدفق اللاجئين الى أوروبا، مشيرة الى ان النمسا أعلنت انسحابها من منطقة شنغن وفرض رقابة مشددة على المنافذ الحدودية.
وأعلن مستشار النمسا فيرنر فايمن انسحاب بلاده من منطقة شنغن، وقال “كما ألمانيا، سوف نشدد السيطرة على حدودنا ونرحّل اللاجئين الذين لا يملكون الحق في اللجوء”. وأضاف، هذه الاجراءات هي عمليا رد النمسا على عمليات الترحيل التي يقوم بها حرس الحدود الألمان، حيث انهم يرحلون باتجاه النمسا 200 لاجئ يوميا لا يملكون الحق، حسب رأي برلين، في الاقامة في اراضي الاتحاد الأوروبي. لذلك قررت النمسا ترحيلهم الى البلدان التي قدموا منها.
لماذا يهربون الى أوروبا؟
ليس هناك جواب معقول على هذا السؤال. بل على العكس، يبدو للوهلة الأولى ان سلوك المهاجرين غير منطقي، فهم يتوجهون الى أوروبا على الرغم من ان القيم والتقاليد والثقافة واللغة غريبة عليهم، بينما هناك العديد من الدول الاسلامية التي لن يواجهوا فيها مثل هذه الاختلافات. ولكن لماذا لا يفتح ملوك الخليج ابوابهم لاستقبال اللاجئين من سوريا وافغانستان؟ من السذاجة التفكير بأن اللاجئين يسعون الى أوروبا طلبا للديمقراطية. فالحقيقة هي ان دول الخليج اتخذت اجراءات وسنت قوانين مشددة بشأن الهجرة، مما تسبب في تدفق اللاجئين الى أوروبا.
كما ان عصابات التهريب التي تربح مبالغ طائلة من عمليات تهريب اللاجئين توجههم بدورها نحو أوروبا. فوفق تقويم وكالة غوث اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تصل ارباح هذه العصابات الى 3-6 مليار دولار سنويا.
هنا تجدر الاشارة الى ان دول الخليج العربية الغنية لم تقترح على الاتحاد الأوروبي حتى تقديم مساعدات مالية لتغطية اقامة اللاجئين. بل على العكس من هذا، وافق الاتحاد الأوروبي على دفع ثلاث مليارات يورو الى تركيا لكي تقلص فقط من عدد اللاجئين المتوجهين الى أوروبا. ولكن عمليا لم تتخذ تركيا أي اجراء بهذا الشأن.