بين النداء والقصر رضا بلحاج أو حكومة الظل
اتهامات ومطالب تتالت في الفترة الاخيرة وخاصة بعد المؤتمر الاخير الذي عقده شق نداء تونس التابع لنجل الرئيس حافظ قائد السبسي ورضا بلحاج.
اتهامات تراوحت بين الانقلاب والتوريث تلاها نزيف من الاستقالات لقيادات الحركة طال اكثر من 20 نائبا بمجلس النواب عن حزب نداء تونس.
هذه الاستقالات التي افرزت كتلة نيابية جديدة تحت مسمى “الحرة” تصدرت المرتبة الثالثة في المشهد النيابي بالمجلس وجعلت من الكتلة النيابية لحركة نداء تونس تنزاح من موقع الصدارة الى المرتبة الثانية بعد حركة النهضة ,بل ان ما تبقى من الكتلة النيابية للنداء طلبوا انقاذهم من نواب كتلة الاتحاد الوطني الحر بهدف استرجاع موقع الصدارة الى ان نواب الحر رفضوا ذلك رغم تطمينات ووعود رئيس الحزب سليم الرياحي بإمكانية الاندماج بين الكتلتين.
في المقابل يعلن محسن مرزوق عن مشروعه الجديد الذي يقطع تماما أي صلة بحركة نداء تونس.
انقسامات واتهامات
تفتت وتشرذم بات عليه الحزب بعد ان كان الحزب الاول في تونس و”مشروع ” أجهض بعد ان كان يعد الأمل بالنسبة لأغلب التونسيين الذين منحوا ثقتهم لرئيس الحركة الباجي قائد السبسي وقياداته… ثقة ترجمت في اصوات انتخابية جعلت من رئيس الحركة رئيسا للجمهورية والنداء الحزب الحاكم.
الانقسامات التي شهدها حزب نداء تونس دفع العديد من القيادات وجزء كبير من انصار النداء الى توجيه اتهامات تراوحت بين التوريث والانقلاب على قيادات الحركة ومطالب تنادي بإبعاد قائد السبسي الابن عن الحركة ورضا بالحاج من القصر بهدف انقاذ ما تبقى من الحلم.
ربما لا يستغرب العديد من المطالب المنادية بازاحة حافظ قائد السبسي بالرغم من التطمينات التي قدمها رئيس الجمهورية امس في خطابه على هامش الاحتفال بالذكرى الخامسة للثورة بالقصر الرئاسي بقوله “لا وريث لي في الحكم” الا ان المطالبة بإبعاد بالحاج من القصر يظل غامضا بالنسبة للبعض لجهلهم لدور الرجل في وضع الخطوط العريضة لاستراتيجية سياسية حزبية وحكومية اثبتت فشلها.
بلحاج الرجل الاخطر
رضا بالحاج مدير الديوان الرئاسي الذي يعد محل ثقة الرئيس الباجي قائد السبسي والرجل الثاني في القصر يعتبر مهندس القرارات اذ يساهم بشكل كبير في جميع القرارات الصادرة عن رئاسة الجمهورية فيما يتعلق بالتسميات والتعيينات… سواء المتصلة بالحزب او الدولة وهو ما يترجم اتهامه مباشرة وتحمييه مسؤولية ما بات عليه المشهد بالحزب خاصة بعد ما حصل من اعمال عنف في اجتماع سوسة الذي شكل منعرجا خطيرا في تاريخ النداء.
هذه الاتهامات وغيرها الموجهة لبلحاج تبرز دوره البارز في عديد القرارات التي اعلنت حيث يسعى الاخير – بحكم علاقته وقربه من بعض الاطراف- الى تنصيب واقتراح بعض الاشخاص على راس الوزارات ومن بينها وزارة الداخلية اذ تؤكد مصادر مطلعة ان علاقة بالحاج بوزير الداخلية السابق ناجم الغرسلي متينة جعلت منه على اطلاع دائم بجميع القرارات والاجراءات التي يتخذها الاخير وفي اغلب الاحيان مساهما فيها وهو ما يفسر تمسك بالحاج بالغرسلي على راس الوزارة ربما بهدف السيطرة على مفاصل البلاد ويرجع العديد الخطوة المفاجئة لتنحية الغرسلي من وزارة الداخلية الى جموح بالحاج وطموحه السياسي الذي بدا يتحسسه الباجي قائد السبسي بعد ان كان الرجل محل ثقة الرئيس.
ومن غير المستبعد ان يعلن رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي عن ابعاد بالحاج من القصر والحاقه بالحركة في الساعات او الايام القادمة بعد الكشف عن جزء بسيط من مخططات بالحاج الذي يصفه العديدون برجل الظل في القصر.